عاد قطاع الأسمنت السعودي مجددا إلى تحقيق نمو في أرباحه ربع السنوية، حيث أظهرت أرباح الربع الثالث من العام الجاري ارتفاعا بنسبة 3.4 في المئة مقارنة بالربع المقابل في 2008. وكان القطاع قد سجل في الربع الثاني 2009 تراجعا في أرباحه بنسبة 13.34 في المئة مقارنة بالربع المقابل في 2008. أما على صعيد أرباح الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري فما زالت أدنى من نظيرتها في الفترة المقابلة من 2008 بنسبة 11.5 في المئة. وأسهم في دعم أرباح القطاع للربع الثالث تحقيق خمس شركات نموا في معدلات أرباحها هي: الأسمنت العربية واليمامة والقصيموالشرقيةوتبوك. مبررات متباينة وتباينت مبررات شركات الأسمنت الثماني المكونة لقطاع الأسمنت في سوق الأسهم السعودية، حول أسباب ارتفاع أو انخفاض معدلات أرباحها في الربع الثالث، ففي حين عزت الشركات الخمس الرابحة ذلك إلى تحسن السوق الداخلية وارتفاع الطلب على منتجات الأسمنت مع انتعاش سوق البناء والإنشاءات في الربع الثالث، أرجعت الشركات الثلاث الأخرى التي لم تحقق نموا في أرباحها وهي: أسمنت السعودية والجنوبية وينبع، ذلك إلى استمرار حظر تصدير الأسمنت وتأثيره بشكل مباشر في حجم مبيعاتها. فيما أوضح مختصون أن من بين أسباب تراجع المبيعات في الربع الثالث وجود شهر رمضان خلال الفترة الذي عادة ما يشهد تراجعا في الطلب على الأسمنت بسبب ضعف الإنتاجية في مشاريع البناء بشكل عام وذلك لطبيعة الشهر وقلة ساعات العمل فيه التي يحددها نظام العمل والعمال بواقع ست ساعات في اليوم. وبلغت أرباح القطاع في الربع الثالث من العام الجاري 813.82 مليون ريال مقابل 784 مليون ريال في الربع المماثل من 2008، مسجلا ارتفاعا بنسبة 3.4 في المئة، فيما بلغت أرباح القطاع خلال الأشهر التسعة الأولى من 2009 نحو 2.89 مليار ريال مقابل 3.27 مليار ريال في الفترة المقابلة من 2008، مسجلا تراجعا بنسبة 11.54 في المئة. (الشرقية) تتصدر وتصدرت شركة أسمنت الشرقية باقي نظيراتها من حيث معدل النمو في الأرباح خلال الربع الثالث محققة قفزة كبيرة تجاوزت نسبتها 60.3 في المئة ليصل بذلك صافي أرباحها في الربع الثالث إلى 101 مليون ريال مقابل 63 مليون ريال في الربع المقابل من 2008. وجاءت شركة أسمنت اليمامة في المرتبة الثانية بمعدل أرباح بلغ 24.68 في المئة، محققة بذلك أرباحا صافية 125.3 مليون ريال مقابل 100.5 مليون ريال في الربع الثالث من 2008. وحلت (أسمنت القصيم) في المرتبة الثالثة بمعدل نمو بلغ 13.46 في المئة، مسجلة أرباحا صافية بلغت 128.76 مليون ريال مقابل 113.84 مليون ريال. تلتها (أسمنت تبوك) بمعدل زيادة 5.85 في المئة وبأرباح صافية بلغت 24.24 مليون ريال مقابل 22.9 مليون ريال في الربع المماثل في 2008. ثم (أسمنت العربية) بمعدل نمو 1.39 في المئة، محققة أرباحا صافية بقيمة 72.8 مليون ريال مقابل 71.8 مليون ريال. في المقابل أعلنت (أسمنت ينبع) تراجعا في معدل أرباح الربع الثالث بمعدل 19.76 في المئة لينخفض بذلك صافي أرباحها إلى 97.62 مليون ريال فيما كانت 121.66 مليون ريال في الربع المقابل في 2008. وأوضحت (أسمنت السعودية) أن أرباحها الصافية انخفضت بنسبة 13.46 في المئة، في الربع الثالث 2009 إلى 123.1 مليون ريال مقابل 144.7 مليون ريال في الربع المقابل 2008. وذكرت (أسمنت المنطقة الجنوبية) أن صافي أرباحها تراجع في الربع الثالث بنسبة 5.37 في المئة؛ حيث بلغ 141 مليون ريال مقابل 149 مليونا في الربع المقابل العام الماضي. نتائج الشركات أما على صعيد نتائج الشركات خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري فقد سجلت جميعها تراجعا باستثناء (أسمنت القصيم) التي استطاعت تحقيق معدل زيادة محدود بلغ 0.67 في المئة؛ حيث بلغ صافي أرباحها 428.51 مليون ريال مقابل 425.65 مليون ريال في الفترة المماثلة من 2008. وتبرر أغلب الشركات تراجع معدلات الأرباح خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري إلى وقف التصدير وهو ذات التبرير الذي تصر عليه إداراتها منذ يونيو العام الماضي الذي يمثل بدء سريان قرار منع التصدير. فيما تشهد سوق الإنشاءات حاليا طلبا متزايدا على الأسمنت لتلبية احتياجات المشاريع العملاقة والنهضة العمرانية في السعودية. وفرضت وزارة التجارة والصناعة حظرا على تصدير الأسمنت في يونيو 2008 للحد من ارتفاع الأسعار بعد أن تسببت مشروعات البنية الأساسية الضخمة في الارتفاع الهائل للطلب في الوقت الذي كانت شركات الأسمنت تتطلع إلى الأسواق الخارجية المربحة. واشترطت الوزارة على شركات الأسمنت للسماح لها بتصدير منتجاتها للخارج تحديد سعر بيع كيس الأسمنت في السوق الحلية بعشرة ريالات. في المقابل يرى مختصون أن تراجع مبيعات الشركات وتأثير ذلك في معدلات ربحيتها خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، يأتي بسبب تشغيل مشاريع زيادة الطاقة الإنتاجية للشركات القائمة، وكذلك بدء الإنتاج من قبل شركات الأسمنت الجديدة في السعودية. وتزامن ذلك مع حظر التصدير مع عمليات توسعة الطاقة الإنتاجية اللذين تسببا في تشبع الأسواق المحلية وتراجع أرباح العديد من الشركات. ومن بين الشركات التي كشفت أخيرا عن اتجاهها لرفع طاقتها الإنتاجية أسمنت ينبع، حيث أعلنت في يونيو الماضي أنها تعتزم إنفاق 1.5 مليار ريال لرفع طاقة مصانعها بنسبة 43 في المئة بحلول عام 2011. يذكر أن أرباح شركات الأسمنت الثماني قد سجلت تراجعا خلال الربع الثالث 2008 بنسبة 35 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2007، فيما بلغت نسبة تراجعها للأرباع الثلاثة الأولى من 2008 نحو 7 في المئة. فيما سجلت الشركات نفسها نموا في أرباحها خلال الربع الثالث من عام 2007 بلغ 29 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2006، في حين تجاوزت نسبة نمو أرباح الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي 21 في المئة.