انتشل عدد من عناصر الشرطة التابعة للجنة الحرم المكي الأمنية فتى أفغانيا وجده بعض المعتمرين ملقى داخل بدروم مبنى تحت الإنشاء غرب المنطقة المركزية للحرم، ونقل رجال الأمن الفتى إلى أحد مراكز الطوارئ لتقديم الرعاية الطبية له نتيجة التدهور الصحي الذي لحقه إبّان العثور عليه ودخوله حالة من الهذيان مصحوبة بالبكاء عزاها الأطباء إلى افتقاره للرعاية الأسرية؛ ومن ثم نجم عن ذلك إصابته بسوء التغذية. وأوصى الكادر الطبي بضرورة وضع الفتى (أيمن) تحت الرعاية المشددة والمتابعة ريثما تتحسن حالته الصحية؛ وذلك ما دعا رجال الشرطة إلى التحقيق مع الفتى بهدف وصولهم إلى ذويه وضمان تسليمه لهم عبر الجهة المختصة ومعرفة أسباب عدم رعايتهم وعنايتهم به، وقد أجهش الفتى بالبكاء الشديد وهو يردد “حرمتني الوساطات منهم”. وقال إن مشكلته بدأت منذ ما يزيد على عامين حينما وقع خلاف بين والده محمد إسماعيل عبدالغفور وكفيله بسبب قيام الأخير بتأجير مطعمه لوالده، وبعد أن لمس الإقبال عليه من الزبائن عدل عن الاتفاق وطالب باسترداد المطعم دونما إرجاع ما دفعه له والده، وهو ما لم يتقبله والده فرفع شكوى إلى مركز شرطة حي التنعيم، وما هي إلا أيام من التحقيق حتى تم إيداع والده سجن الإصلاحية، حيث لا يزال قابعا به منذ ما يزيد على عامين. وعلى الفور، سجل رجال الأمن الحادثة ونقلوا الفتى إلى دار الأحداث بمكة تمهيدا لرفع أوراقه إلى الجهات المختصة، وطلب الفتى أيمن من “شمس” وبإلحاح مساعدته، وقال: “تعبت ومع حداثة سني قضيت شهورا، وأنا أنام تحت الكباري والحدائق خوفا من أن أكون لقمة سهلة للذئاب البشرية، ولم تقف معاناتي عند ذلك الحد، بل لا أهنأ كأقراني بوجباتي الثلاث فإن ذقت وجبة صعبت علي الاثنتان، وطوال ليال كنت أتلوى من ألم الجوع لكنني لم ولن أفقد الأمل”، مشيرا إلى أنه حاول تأمين مصروفاته عبر العمل بالحرم في دفع المعتمرين بالعربات، لكنه لم يتمكن ليقظة رجال الأمن، وأوضح أنه يرتقب مباشرة لجنة أمنية عادلة لتفتح ملف قضية والده وبقائه عامين خلف قضبان الإصلاحية دونما حكم ومعرفة الداعي لإدخال والدته السجن النسائي أيضا.