مشوار

على ضوء القمر رحلتي، رحلة كئيبة أسير فيها إلى هلاكي، عندما يموت القمر أنام تحت ظلمة السماء محتضنا كفني محتميا بشجرة عارية الكساء نحيلة القوام والأغصان تناشدني أن أسقيها الماء وأنا لا أملك إلا كفنا جافا. عندما يولد القمر أهم لأكمل المشوار، أحيانا يقسو نصيبي فتهلّ الغيوم والقمر في شبابه فيموت وتطول الرحلة، رغم ذلك سأسير حتى أحقق حلمي وأستخدم هذا الكفن الذي ورثته عن أبي بعد أن مات شهيدا فأهداه لي. يوما ما ستنتهي رحلتي. آه كنت وحيدا بلا رفيق أمضي، الكل ساروا نهارا مع حرقة الشمس؛ لأنهم يخشون الظلام وكانوا يسيرون مع الريح، أما أنا فوصاني أبي أن أسير عكس الريح ولا أجعل الشمس تراني، وأن أرافق طيور الظلام كاتمة الأسرار. قاسية هذه الرحلة ومؤلمة، ولكن ختامها سأنام وأرتاح حين أحفر قبري الذي سأنام فيه هناك على تلك الأرض وألتحف كفني.
فادية حميد