يخطئ من يظن ﺃن التعاطي مع الأحداث الأمنية يقف عند تحقيق الإنجاز الأمني بحسم الموقف لصالح رجال الأمن؛ فالجوانﺐ الإنسانية المرتبطة بالحدث الأمني تحظى باهتمام كبير من ولاة الأمر - حفظهم اﷲ - ومن المواطنين. والاهتمام بالجوانﺐ الإنسانية له ﺃثر كبير في النفوس، فالإنجاز الأمني له نشوة وحلاوة لدى الدولة ولدى الشعﺐ لكن قد يصحبه شعور بألم ومرارة، وإن الجندي ﺃو الموظف (رجل الأمن) بطل من ﺃبطال الأمن قدم روحه فداء لوطنه وﺃمنه ﺃثناء المواجهة الأمنية مع العابثين بأمن الوطن الحاقدين على المجتمع. والحقيقة التي تدعو للإعجاب والفخر، ﺃن وزارة الداخلية وﺃجهزتها الأمنية ﺃدركت ﺃهمية هذا الجانﺐ الإنساني منذ اللحظة الأولى، فحصلت على الموافقة من المقام السامي على المزايا المادية والمعنوية للشهداء وﺃسرهم وﺃنشأت الوزارة إدارة لرعاية ﺃسر الشهداء. هذا النهج من وزارة الداخلية وﺃجهزتها الأمنية يقوي الثقة بينها وبين رجال الأمن وﺃسرهم ويزيد من الإقدام والشجاعة في المواقف الخطيرة، ويستند إلى ثوابت راسخة من ديننا الحنيف فالرسول - صلى ا ﷲ عليه و سلم - يقول: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "، فمشهد الدموع التي ذرفها خادم الحرمين الشريفين - يحفظه اﷲ - في حفل ﺃ ها لي ا لقصيم، يبقى رمزا في ذاكرة كل مواطن للجسد الواحد وانطلاقة من حفل" وطن يكرم شهيدا "الذي رعاه الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود وحضره الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، ويبقى شاهدا على تفاعل المجتمع مع الشهداء وﺃن الوطن والمجتمع الذي سقط هذا الشهيد من ﺃجله لم ولن ينساه، وﺃنه لايزال حيا ينبض في قلوبنا ويعيش في ذاكرتنا.