لا ينكر أحد جهود أمانات المناطق المختلفة، في دعم مهرجانات سنوية للعيد، عبر اعتماد الميزانيات من أجل إنجاح المزيد من الفعاليات. إلا أنه وفقا لما اعتادته شرائح جماهيرية مختلفة، من الصغار والكبار، ووفقا لمرئيات مراقبين للأنشطة السياحية المناسباتية في عدد من المدن العربية المجاورة، فإن هناك شكوى ومعاناة من «لغة التكرار» في ثقافة مهرجاناتنا المحلية، سواء في العيد أو الصيف أو الربيع وخلافه. هناك من يعتقد أن الأنشطة المشتركة الثابتة بين ركام المهرجانات، على مختلف أفكارها وميزانياتها، تعتمد على الرقصات الشعبية وعروض السيارات والدراجات «هوائية أو نارية»، أي عروض على «الحديد»، بالإضافة إلى عروض الألعاب النارية. هناك من يصر على البقاء في بيته ملازما الشاشات «تليفزيون، أو كمبيوتر، أو آيباد»، بلا خروج أو سفر إلى أي مدينة، اللهم إلا إذا كانت سياحة دينية إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة. مثل هؤلاء تتبادر في ذهنهم الصورة المطبوعة عن ذلك التكرار المعتاد، فيتحدث مع نفسه ويقول «لا جديد في الرياض، عرضة نجدية وعروض سيرك. في جدة مزمار وخبيتي.. وفي الشرقية مسرحيات وفلكلور عن الصيد». وفوق ذلك كله، تسود درجات حرارة ملتهبة، تزيد من حنق طالبي تلك الفعاليات المكررة، وسط أمواج مسائية من الازدحام، لا يبرره سوى جملة «الجود من الموجود»، يفرض توافدا إجباريا لتلك «المكررات»؛ من إجل إسكات لوعة طفل، أو إرضاء أفراد أسرة، ينتظرون أن يعود العيد عليهم بكل الخير، ليس في مفهومه فقط، ولكن في إمكانية أن يتنفسوا معه بشكل عملي، من خلال مهرجانات تنتج أجواء سعيدة. لا شيء يحرك شجون العيد في أغلب المدن السعودية، سوى محاولات صناعة الضحك، ولو قليلا. فمن هنا وهناك، يطل مهرجون بقامات طويلة أو قصيرة في محاولة لإسعاد طفل يريد الخروج من حبس جدران الشقق، كما يحاول بعض نجوم الدراما الاستفادة من عروض الإنتاج، لتقديم أعمال مسرحية «مدرسية الطابع» غالبا. هناك فعاليات بعيدة عن الضوء، يقوم بها عدد من أفراد الجاليات العربية وغير العربية، في محاولة لطمس معالم الغربة لديهم، خصوصا مع الأحداث الثورية المستمرة.