بغض النظر عن كون قناة الجزيرة الرياضية قد مارست أسلوب «اللف والدوران» بحسب رأي الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر عقب مباراة الاتحاد الماضية.. إلا أنها في الواقع مطالبة باستيعاب الدرس جيدا.. فما حدث هو درس يمكن الاستفادة منه في أكثر من جهة، وعليها أن تتسلح بكل ما هو ممكن من الوسائل التقنية حتى يكون باستطاعتها امتلاك الحجة القوية والبرهان الثابت الذي لا يمكن لأحد أن ينكره بفعل العاطفة والحماس والاندفاع؛ لأنها لو استمرت بهذه الإمكانيات المتواضعة في تغطيتها التليفزيونية ستواجه حرجا كبيرا في المباريات التنافسية المقبلة؛ فالقائد النصراوي حسين عبدالغني يحتاج في القادم من المباريات وبخاصة أمام الهلال والاتحاد إلى أكثر من خمس كاميرات لمراقبة كل تصرفاته وحركاته تجاه الخصوم، أما أن تراقبه «الجزيرة» بكاميرا واحدة فهذا لا يكفيها لتكون في محل الثقة والأمان والمصداقية، فلقطة عبدالغني المرعبة تجاه محترف الاتحاد «نونو أسيس» لم تكن مقنعة رغم بشاعتها لأنها جاءت من زواية واحدة فقط، وكل الإعادات لم تشف «غليل» المتابع، رغم يقينه التام بوقوع الفعل الخطأ والاعتداء الوحشي، والأمر ذاته تكرر مع كريري وهزازي، أما الجانب الآخر من الدروس المستفادة من واقعة الملز فهو أن امتصاص غضب رؤساء الأندية لا يتأتى بالطريقة التي تعامل معها مقدم الاستديو التحليلي «عبدالعزيز البكر» بمبررات مزعجة لضيوفه، بل تأتي بالشكل الذي كان عليه «مساعد المحمود» مذيع القناة الميداني المتميز والواثق، فمثلا لو أن الأخير انساق خلف مبررات زميله البكر وذكر اسم «محيسن الجمعان» أمام الرئيس الغاضب لتم استبعاد اسم «محيسن» من قائمة المدعوين للحفل المنتظر، لكن لباقة وحذاقة «المحمود» أنقذت «الكوبرا» من ردة فعل غاضبة ربما تؤثر في علاقته مع ناديه مستقبلا. بقي أن يتنبه مسؤولو القناة القطرية على أنها ستواجه شيئا من هذه الأساليب القمعية والإقصائية خاصة في ظل تفشي مثل هذه القناعات بين رؤساء الأندية الذين يعتقدون أن أسلوب «نطح الصياح بصياح» يشكل ضغطا على القنوات الفضائية من أجل غض النظر عن ممارسات لاعبيها الخاطئة وعدم التطرق إليها مستقبلا.