«ملاليم الجماعي» تزيد عزوف الشباب عن الزواج

طالب عدد من المتقدمين للجمعية الخيرية للزواج في الطائف، بتسهيل الإجراءات خلال الأعوام المقبلة، ليتمكنوا من الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الجمعية، مشيرين إلى أن كثرة مراجعاتهم للحصول على إعانة الزواج تشكل عبئا وهاجسا كبيرا لهم.
وألمح عبدالله السعيدي «28 عاما» إلى أن المبالغ التي تمنح للمتزوجين جماعيا يجب أن تزاد، فعشرة آلاف ريال لا تساوي شيئا في ظل تكاليف الزواج المتزايدة سنويا، وشاركه محمد العتيبي «25 عاما» الرأي، موضحا أن الجمعيات الخيرية يجب أن ترغب في الزواج بتقديم عدد أكبر من التسهيلات التي من شأنها جذب الشباب للإقدام على هذه الخطوة: «شخصيا لا أجد مانعا في الزواج عبر الجمعية، لكني أتساءل دوما، ماذا ستقدم لي الجمعية؟ وهل ستساعدني لفتح بيت وتكوين أسرة من دون الاقتراض؟ حاليا على أقل تقدير لا أتوقع ذلك، بالتالي لن أتزوج من خلالها».
وتمنى «محمد. س، 27 عاما» أن تتكفل الجمعيات الخيرية بتزويج الشباب والشابات، وتقدم دعما حقيقيا يتجاوز الآلاف المحدودة التي تقدم، وأضاف ساخرا: «ما يقدم حاليا يذهب على تصوير المستندات والأوراق والمراجعات المتكررة». وأشار إلى أنه يرفض الزواج الجماعي لأن فوائده محدودة جدا.
ووصف عبدالله الغامدي «22 عاما» ما تمنحه الجمعية للمقدمين على الزواج ب«ملاليم» وتساءل: «إذا كان المهر وكلفة الزواج 100 ألف.. ماذا أفعل بالعشرة التي يعطونني إياها؟» مطالبا الجهات الرسمية ورجال الأعمال بالتدخل للإسهام في تزويج الشباب.
من جهة أخرى، كشف مصدر في الجمعية «فضل عدم نشر اسمه» أن تمنح الجمعية الشيكات للمتزوجين جماعيا بعد مراسم حفل الزفاف التي يشرفها المسؤولون، موضحا أن إجراءات طالبي الإعانة تتراوح بين ستة أشهر وعامين: «هناك شروط أساسية يجب توافرها للمتقدم لإعانته، أهمها أن يكون المهر أكثر من 45 ألفا، وأن يكون طالب الإعانة من سكان المحافظة، وأن يكون الزواج المقدم عليه هو الأول».
وعن قيمة الإعانة المقدمة للمتزوجين، أكد أنها لا تتعدى عشرة آلاف ريال، ولا تقل عن خمسة: «تسلم للمستفيد بشرط ارتدائه البشت الأبيض والغترة البيضاء، حسب إرشادات الجمعية، وحضور ليلة الزواج مع المجموعة».
وأشار إلى أن العرسان لا يحتفظون بالبشوت التي يرتدونها، بل يخلعونها مباشرة بعد مراسم الزواج لتعاد إلى المكان الذي تؤجر منه لتلك الليلة: «واجهنا نقدا لاذعا بسبب ذلك، لكن ماذا عسانا أن نفعل؟ فنحن جهة خيرية، نحاول المساهمة في التوفيق بالحلال، ومواردنا محدودة» .