ماذا يمكن للاتحاد الدولي أن يفعله في قضية مدرب مارس الكذب وغادر باحثا عن زيادة غلته من المال الذي يسد جوعه وجوع مستقبله؟ أسأل السؤال ولن أهتم بالإجابة كون الإجابة لا يمكن لها أن تصنع المجد للأهلي كما أنها على ذات السياق لا يمكن لها أن تبرئ ساحة الإدارة، هذه الساحة التي أضحت منذ زمن مشرعة للكثير من الأخطاء والأكثر من العشوائية والقليل القليل من التخطيط السليم الذي من شأنه أن يحفظ الحقوق ويضع أقدام الفريق على منصات التتويج. رايفيش قرر الرحيل وقبل أن يعكف الأهلاويون على قضية أراها خاسرة، عليهم أولا الإسراع في رسم الخارطة الصحيحة لفريقهم بالعمل والعمل فقط أما الانكفاء خلف عبارات التنديد بما أقدم عليه هذا الصربي ففي قناعتي أنه مجرد مضيعة وقت والأهلي الذي عانا كثيرا لم يعد بمقدوره تحمل تبعات هذا الوقت المهدر الذي كبده الخسائر وجرد جماهيره العريضة من أبسط الحقوق أعني حقوق فريق بطل غاب وغاب وغاب فيما الإدارات المتعاقبة عليه مجرد أسماء لا تملك من المقدرة على صناعة الفارق أكثر من أوراق يابسة لا تسمن ولا تغني من جوع. الفرنسي ليوشانتير والأرجنتيني الفارو ومن ثم الصربي ميلوفان رايفيتش جميعهم غادروا الأهلي مثلما سبق وأن غادر الفرنسي ايريك جيرتس من الهلال والبرتغالي مانويل جوزيه من الاتحاد وباوزا من النصر وغير هؤلاء كثر قرروا الرحيل في وقت كانت فيه بنود العقد سارية المفعول. إنها قضية تكررت ولا تزال تتكرر ولا نعلم ونحن نتابع مثل هذه التفاصيل لماذا أصبحت حقوق الأندية السعودية في زمن الاحتراف حقوقا مهدرة يتلاعب بها السماسرة ولا يحفظها القانون. علينا قبل أن نحدد الأوجه التي تقف سببا في القضية المرهونة بتلاعب المدربين الأجانب ورحيلهم أن ندرك أن المسئولية مسئولية مثل هذه الإشكاليات واستمراريتها تقع أولا وأخيرا على كاهل إدارات الأندية وعلى ما تقره من بنود في وثيقة العقد المبرم والتي سرعان ما تصبح حبرا على ورق والمستفيد (مدرب) والخاسر (نادي)!! عموما إدارات الأندية وعلى وجه السرعة عليها تلافي ما وقعت فيه من أخطاء والتعاطي مع قضية رايفيتش وجيريتس ومانويل بنوع من الأهمية حتى لا تصبح مثل هذه القضايا حالة مألوفة تتجرع مرارتها الرياضة وتمرض بسبتها وأسبابها كل الأندية. الاتحاد الليلة يجد نفسه على مشارف مفترق كل الطرق فإما يكسب خصمه الإيراني ويجدد فرصته بالعودة لمعانقة الآسيوية وإما عكس هذا التفاؤل هو من سيفرض على محبيه مرارة الحزن والألم. نترقب جديد الاتي ونترقب عودته مع كامل الأمنيات في أن تبقى حظوظ الفرق السعودية التي تشارك آسيويا قوية تؤول في نهاية الأمر الى تحقيق اللقب مع أن اللقب ليس مهما أن يكسبه الهلال أو النصر أو الشباب أو الاتحاد بل المهم أن يسجل هذا اللقب القاري الكبير باسم كرة القدم السعودية وسلامتكم!!