(عزيزتي شرق) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... أما بعد أبلغ من العمر 35 سنة متزوج ولدي أطفال ومرتاح مع زوجتي قائمه بكل واجباتي الزوجية على أكمل وجه وأحبها أنا أيضا. أنا شخص لي مكانتي بين من يعرفني وجميعهم يشهدون لي بالاستقامة خصوصا أننا نعيش في مدينة صغيرة ولدي وظيفة محترمة فيها ولكن ظروفي المادية ضعيفة مما جعل الديون تتراكم علي وأثقلت كاهلي وزوجتي متحملة كل هذا العبء معي. لكن وبالتحديد قبل سنة تقريبا اتصل علي رقم لا أعرفه . فقمت بالرد عليه إذا بها فتاة. سألتها من معي. قالت معك فلانة بنت فلان. سألتها وماذا تريدين مني قالت أنا معجبة بك وبشخصيتك وما أسمع عنك إلا كل خير وأتمنى أن أكون زوجة لك ( طبعا الفتاة هذه أعرف أهلها وإخوانها وهي موظفة ومطلقة ولديها طفلان .. وزوجها السابق كان رجل غير سوي بتصرفاته يتعاطى المخدرات وله سوابق كثيرة ) المهم أنني أجبتها أنني رجل متزوج ولدي عائلة ولا أريد زوجة ثانية ولكن مع كثرة اتصالاتها ورسائلها .. أصبحت أجاريها بالكلام لكي أعرف ماذا يدور في تفكيرها .. وفعلا اتضح لي أفكارها. أخبرتني : بأنها لا تريد مني إلا أن تكون زوجة لي وأنها تتكفل بجميع مصاريفها وأن أولادها يبقون في معها بعد زواجنا . وكذلك عرضت علي أن تساعدني في حل بعض المشاكل المالية لدي في البداية وافقت وفعلا كثرت اتصالاتنا بشكل يومي .. وبعد فترة أصبحنا نتقابل ونجلس مع بعض فترة وتطور الأمر إلى أن يحصل بينا علاقة وكأننا متزوجين ونلتقي بشكل أسبوعي واستمر الحال لمدة 6 شهور لم نتزوج إلى أن مرت بي ضائقة مالية فعرضت علي أن تساعدني في بداية الأمر رفضت مساعدتها لكن مع كثرة الضغوط علي وافقت على مساعدتها لي فأخذت منها مبلغا من المال . واستمرينا في مقابلاتنا السرية واكتشفت أنها امرأة لديها ميول سيئة. لدرجة أنني لست مدخن وتطلب من أن أدخن لأنها تعشق رائحة السجائر من هنا بدأت أكرهها وحاولت أن أبتعد عنها قدر المستطاع لكنها بدأت تهدد إذا لم أتزوجها سوف تقوم بإبلاغ زوجتي عن علاقتنا وسوف تخبر أهلها بأنني أخذت منها مالا ووعدتها بالزواج وضحكت عليها وهنا أصبحت أكرها أكثر من السابق . وبعد فتره أحضرت لها المبلغ الذي أخذته منها ولكنها رفضت المبلغ وقالت لا أريد المبلغ أريدك أن تتزوجني وإلا أنفذ تهديدي ( وأجبرتها على أخذ مالها ) والآن أنا محتار: هل أتزوجها وأحافظ على سمعتي وزوجتي وأولادي؟ أشيروا علي ماذا أفعل؟ بالعلم أنني كرهت هذه المرأة كرها ولا أرضي أن تكون زوجه لي ... ( ويعلم الله أنني كنت فعلا أريد الزواج بها .. ولكن بعد معرفتي لها كرهتها ولا أريدها) أشر علي ماذا أفعل وجزاكم من الله الخير الكثير . الاستشارة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: أخي رعاك الله: أنت رجل متزوج ولديك أطفال ومرتاح جدا مع زوجتك القائمة بكل واجباتها الزوجية تجاهك على أكمل وجه، وأنت تحبها وهي تحبك، وأنت شخص لك مكانتك في المجتمع، ومشهود لك بالخير، ووظيفتك محترمة. ولكن لا تخلو طبيعة الحياة من منغصات ومكدرات، ولا تصفو لأحد، ومن ذلك أن الوضع المادي لك ضعيف، مما أثقل كاهلك وكاهل زوجتك بالأعباء، وأقول لك: إن هذا الأمر ليس عندك وحدك، فكثير من الأسر تعاني من أزمات مالية كبيرة، ولكن بالصبر والعمل والتعاون يمكن لنا التغلب على مثل هذه المشكلات. أخي الغالي: الناس منذ خلقهم الله وهم أشكال وألوان وأصناف وأنواع، ففي الناس الخير والشر، وفيهم الأمانة والخيانة، وفيهم الصدق والكذب، وفيهم الوفاء والغدر، وفيهم الطيبة والمكر، وبالتالي فإن ما حصل لك مع هذه الفتاة التي اتصلت عليك وادعت أنها معجبة بك وبشخصيتك، وأنها تتمنى أن تتزوج منك، واعتذرت أنت منها، بأسلوب مؤدب ومنطقي فأنت متزوج ولك أولاد ولا ترغب حالياً في الزواج الثاني. ولكنها ولشيء في نفسها أرادته استمرت في الاتصال بك وإرسال الرسائل، مما زاد معرفتك بها وزاد تعلقك فيها، وأثناء هذا كانت تعرض عليك المغريات من أجل الزواج بها. ومع استمرار الاتصال والتواصل والحديث وقعت بينكما الكثير من المحذورات الشرعية والعرفية والاجتماعية: مقابلات ... جلسات ... علاقات جنسية ... إلى آخره. وفي أثناء هذه الحالة بينكما حصلت لك ضائقة مالية قامت هي بمساعدتك في حلها. ومع استمرار العلاقة بينكما وما يحصل فيها من أمور اكتشفت عن هذه المرأة الكثير والكثير، ومن ذلك الممارسات الشاذة وغير الأخلاقية مما دفعك إلى كرهها والتفكير في الابتعاد عنها وتركها... ( وهذا هو المنطق العقلي والرجولي، وقبل ذلك المنطلق الشرعي، وهذا هو الرأي الرشيد والقرار الصائب لمشكلتك). ولكنها لم ترضى بذلك وهددتك بالفضيحة أمام أهلك وزوجتك وأهلها. وسؤالك الآن: هل أتزوجها وأحافظ على سمعتي وزوجتي وأولادي؟؟؟؟ وأقول لك: كيف تتزوج إنسانة هذه صفاتها وهذه أخلاقها؟ وكيف تتزوج بإنسانة أنت تكرهها ولا تحبها؟ وكيف تتزوج امرأة فعلت معك من الخيانات الزوجية والشرعية الكثير والكثير؟ كيف تتزوج من إنسانة طبيعتها التهديد (تهددك)؟ وهل يرضى الرجل الكريم والشهم النبيل مثلك أن تهدده امرأة؟ وعلى افتراض تم الزواج هل ستعيش مطمئنا وواثقاً وراضياً؟ وكيف توافق على تلك الممارسات الخاطئة في العلاقات الزوجية؟ وهل إذا تزوجتها سوف ينتهي تهديدها؟ إذن ما الحل؟ الحل من وجهة نظري: إذا كنت أنت لا تزال تحبها وترغب الزواج منها، ولا تزال تريدها، وتشعر أن حياتك وحياتها الزوجية في المستقبل سوف تستقر ولن يكون بينكما مشكلات أو تهديدات أو اضطرابات وشكوك وإهانات، وأنها سوف تعدل من سلوكياتها وأخلاقها، وأنها سوف تكون زوجة محافظة على عرضها وعرض زوجها، فأقول: تزوجها وعلى بركة الله. أما إذا لم يكن كذلك فلا ولا تتزوجها وابتعد عنها واتركها في حالها واذهب أنت لحالك، حتى ولو هددت ثم هددت، فلا أعتقد أنها سوف تنفذ تهديدها ! لأن الفضيحة ليست لك وحدك وإنما هي شريكة لك في الفضيحة، وفضيحتها قد تكون أعظم من فضيحتك ! فلا توافق بالزواج منها خوفاً من تلك التهديدات. وإن هددتك بإخبار زوجتك وأخبرتها، فقل لزوجتك الحقيقة، واعتذر منها بأدب وصدق، وأخبرها عن الأسباب وما تعرضت له من إغراء وكيد ومكر، وأخبرها أن هذه حبائل شيطانية وقعت فيها وأن النفس الأمارة بالسوء هي التي أوقعتك في هذا الخطأ. وأنه ولحبك لها (زوجتك) رفضت الاستمرار مع تلك المرأة ورفضت الزواج بها، لذا فعلت ما فعلت،، وأطلب من زوجتك أن تسامحك و أوعد زوجتك بالخير. وأعتقد أن زوجتك عاقلة وسوف تقدر حالك وما وقعت فيه من خطأ، وحاول أن ترضها بالكلمات الطبية والأفعال الجميلة التي تشعرها فعلاً بكرامتها وصدقك في الاعتذار. وعلى افتراض أن هذه المرأة هددتك بالفضيحة أمام أهلك أو أهلها، فقل لها وقل للناس وللعالم أجمع: لكل جواد كبوه، والرب سبحانه وتعالى غفور رحيم، وكل بني آدم خطاء، وأنا وقعت في الخطأ والآن أقلعت عنه. أخيراً: كتبت لك أخي الفاضل العزيز الكريم ما كتبت وأتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم الرأي الصواب والمناسب لحل مشكلتك، وأساله سبحانه وتعالى أن ينفعك به وأن يحقق لك السعادة والاستقرار والراحة النفسية والستر في الدنيا والآخرة. وفقك الله ورعاك وحفظك من كل سوء. المستشار الأسري د. حمد بن عبدالله القميزي 25 – 7 – 1432ه يمنع نشر التعليقات في صفحة عزيزتي شرق