مفسرو أحلام يستغلون تعاطف الجماهير في إذكاء "التعصب الرياضي"

يتوقعون نتائج المباريات وينحازون لأندية على حساب أخرى

لا تزال الساحة الرياضية تشهد تواجد عدد من الإعلاميين والمحللين الرياضيين الذين يعتمدون في تسويق مادتهم وإشهار أنفسهم على إثارة التعصب بين الجماهير.

ويرى المراقبون أن ذلك أصبح الوسيلة الأسهل والطريق الأقصر للشهرة وتحقيق الظهور، ما دفع بعض مفسري الأحلام ومعبري الرؤى، مؤخراً، إلى دخول عالم التحليل الرياضي.

وبدأ مفسرو الأحلام يدلون بدلوهم في الحديث عن مستقبل الأندية ونتائج المباريات وأصحاب الأهداف، ومن سيصل للنهائي، ومن سينال البطولات، ويزداد مثل هذا الحديث عن أندية النصر والهلال والاتحاد والأهلي والشباب وغيرها.

ومن خلال متابعة لقاءات وحسابات بعض هؤلاء المفسرين عبر "تويتر" تتبين الرغبة في إثارة التعصب عبر تغريداتهم واستخدام شعارات التعصب ضد بعض الأندية.

وخلال التعمق في حساب أحد معبري الرؤى، الذي يظهر باسمه الصريح وصورته الشخصية ويصف نفسه بأنه داعية وطالب علم شرعي ومفسر للرؤى والأحلام، يتضح أن تغريداته كلها رياضية وتحمل تحليلات لصالح نادٍ وضد نادٍ آخر.

وكتب هذا الشخص في إحدى تغريداته: "أنا راح أدعس كل مخرب"، ومرةً أخرى يظهر صور محادثات بينه وبين أصحاب رؤى يطلبون تفسيرها، وفي إحداها يقول السائل "السلام عليكم يا شيخ.. قبل شوي حلمت أن العروبة فاز على النصر أربعة اثنين" ليرد المفسر "الرؤيا تدل على فوز نصراوي بنتيجة ترضي محبيه ويستاهل العالمي".

ويقول معبّر آخر إنه سيعتزل إن لم يتحقق تفسيره لحلم حول مستقبل الهلال في الآسيوية، وأحدهم يعلق لصاحب حلم نصراوي فيبشره بقوله: "صدقني بإذن الله أنها العالمية".

وليس هذا المجال مقتصراً على الرجال بل إن هناك مفسرات أحلام نساء متخصصات في الأحلام الرياضية ويحرصن على مساندة فريق ضد فريق آخر.

وكانت "سبق" قد تابعت تجاوزات بعض مفسري الأحلام في تقارير سابقة منشورة، وما تبع ذلك من صدور قرارات هامة مثل قرار وزارة الثقافة والإعلام بإيقاف برامج تفسير الأحلام الذي صدر بعد ساعات من نشر تقرير "الشيخ ماجد من سكرتير مفصول لنجم تلفزيوني لتفسير الأحلام يلعب على وتر الأوهام".

ولا يزال مجال تفسير الأحلام يحتاج إلى ضبط وحزم شديد لإيقاف هذا الاستخفاف بعقول الناس واستغلالهم لمقاصد شخصية.. فمتى يتم الأخذ على أيدي هؤلاء لإيقاف عبثهم بأفكار الناس وإذكاء روح التعصب والكراهية بينهم والوصول إلى عالم الشهرة عن طريق تفسير الأحلام واستغلال عباءة الدين وأهله؟ ومتى سيعرف المجتمع أنه لم يخلق لينام ويحلم ثم يصحو ليبحث عن مفسر أحلام؟!