"وزير الإعلام المصري" يطلق مبادرة لتدريب الإعلاميين العرب

خلال افتتاح مؤتمر "رابطة الإعلام الهادف" بالقاهرة اليوم

أعلن وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود، انطلاق مبادرة إقليمية تتبناها وزارة الإعلام المصرية؛ لتدريب الكوادر الإعلامية المختلفة من الدول العربية، ضمن المعاهد والمؤسسات التابعة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون.

وخلال كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر رابطة الإعلام الهادف، المنعقد في فندق "موفنبيك"، بمدينة الإنتاج الإعلامي، بالعاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأربعاء، دعا "عبدالمقصود" إلى تأسيس نقابة للإعلاميين، تتبنى معايير مهنية في اختيار أعضائها، للقضاء على دخول غير المؤهلين إلى مجالات الإعلام المختلفة، لتوجيه الرأي العام وجهة خاطئة.

وشدد وزير الإعلام المصري على ضرورة أن تكون النقابة الجديدة مستقلة، وتمارس عملها بحرية، ولكنه شدد في الوقت ذاته على أهمية أن تلتزم هذه الحرية بالقيم والمعايير، التي تنص عليها مواثيق الشرف الإعلامي.

ودعا إلى العمل على تحقيق ما وصفه ب"الحرية المنضبطة" في العمل الإعلامي داخل العالم العربي، في مختلف المجالات، في ظل ما اعتبره "ظواهر مؤسفة يشهدها الإعلام المصري في المرحلة الراهنة، من جانب أعداء الثورة؛ لتضليل الرأي العام عما تحقق من إنجازات في الفترة السابقة"، مؤكداً أهمية تفعيل مواثيق الشرف الإعلامية في مواجهة هذه الظواهر.

وأدان "عبدالمقصود" بشدة، قيام بعض وسائل الإعلام والإعلاميين في مصر، من "أعداء الثورة المصرية"، بمحاولة تضليل الرأي العام فيما يتعلق بالواقع المصري، وقال: "ليس من الحرية الإعلامية أن أصف البلطجية، وقطاع الطرق، بالنشطاء أو الثوار".

كما انتقد قيام وسائل الإعلام هذه، بالتغطية على "كل ما يمكنه أن يبعث الأمل في نفوس الناس في هذه المرحلة، والتركيز فقط على الحوادث، والمشكلات القائمة، مهما تكن".

وحول رابطة الإعلام المرئي الهادف، قال الوزير المصري: "إن كانت الرابطة تسعى إلى تبني الوسائل التي تلبي احتياجات المشاهدين في العالم العربي، من خلال منظومة أخلاقية، تواجه الانحرافات الحاصلة في المجال الإعلامي؛ فأهلاً ومرحباً بها".

وأضاف: "من الأهمية بمكان العمل على دعم مثل هذه المؤسسات، مادياً ومعنوياً، في ظل ما تقوم به من أدوار مهمة في مواجهة ما وصفه ب"إعلام الهدم". مشدداً على أن مصر والعالم العربي في هذه المرحلة، بحاجة إلى إعلام بناء، يتواكب مع متطلبات المرحلة الجديدة.

وخلال محاضرة بعنوان "التسويق: أهميته ومفاهيمه الأساسية ومجالاته وآلياته"، ضمن فعاليات اليوم الأول للمؤتمر، دعا المستشار والخبير الدولي في مجال التسويق والتنمية البشرية، الدكتور عبدالعزيز علي حسن، إلى ضرورة تفعيل مبادئ التسويق، بمختلف أشكاله في مجال العمل الإعلامي، وقال: إنه في هذه المرحلة الراهنة التي يتم الاعتماد فيها على وسائط التكنولوجيا والمعلومات المختلفة؛ فإنه من الأهمية بمكان، دمج آليات التسويق، بوسائط التقنية المختلفة.

واستشهد بجمعية التسويق الأمريكية، التي تضع التخطيط ضمن الأنشطة المهمة التي تتضمنها عملية التسويق، بما في ذلك تنفيذ أنشطة التسعير، والترويج، والتوزيع للأفكار، والسلع، والخدمات، التي تحقق إشباع الفرد الخاصة والعامة.

وركز "حسن" على قضية حاكمية المنافسة في إطار العمل الإعلامي، في ظل حالة الازدحام الحالية لوسائل الإعلام بمنتجاتها المختلفة، في عصر السموات المفتوحة الحالي، والتي تفرض العمل على دعم المنتجات الإعلامية بالجانب الإعلاني.

وفي تعقيبه على المحاضرة قال الدكتور ياسر الشهري: إن التسويق الإعلامي، مفهوم عصري، يستوجب ضرورة الالتزام ببعض الآليات التي تهدف، في المقام الأول، إلى تفعيل ما يسمى بالفكرة الإعلامية، المتمثلة في الأيديولوجية الثقافية والفكرية لكل وسيلة إعلامية.

وأشار إلى ضرورة توحيد كل الجهود والرؤى؛ من أجل الوصول إلى فكرة إعلامية متميزة، تهدف لتسويق إعلام إسلامي متميز، إقليمياً وعالمياً، لاسيما في ظل هذه الضجة الإعلامية التي تملأ الفضائيات الإعلامية والثقافية في العالم في الوقت الراهن.

وفي محاولة لفهم حجم السوق الإعلاني في العالم العربي وآليات عمله، وسبل الارتقاء به، عقدت رابطة الإعلام المرئي الهادف، ضمن مؤتمرها الخامس بالعاصمة المصرية القاهرة، ندوة بعنوان "السوق الإعلاني في العالم العربي"، شارك فيها ناصر السلمان، المستشار الإعلامي لمجموعة "قنوات المجد"، والخبير الإعلاني أحمد سعادة، وأدار الندوة الإعلامي الصالح الأحمر.

واستعرض "سعادة"، في بداية الندوة، أهمية مراكز الدراسات والأبحاث وشركات الاستشارات الإعلانية في مجال السوق الإعلاني، معتبراً أن العامل الأول والأكثر فاعلية في تحديد حجم السوق الإعلاني، يتمثل في مدى الاستعانة بالدراسات والأبحاث التي توضح بالأرقام والإحصائيات نسب المشاهدة، وكيفية الاعتماد عليها؛ ما يعطي صورة كاملة ودقيقة للمنتِج والمعلِن على حد سواء.

وفيما يتعلق بحجم السوق الإعلاني في العالم العربي، أكد "السلمان"، أن حجم هذه السوق بلغ ما يقرب من 17 مليار دولار سنوياً، تتصدره الإمارات، ب5.8 مليار، تليها المملكة العربية السعودية ب5.24 مليار، ثم تأتي مصر والكويت في المركزَيْن الثالث والرابع على التوالي.

وبحسب "السلمان"؛ فقد تصدر قطاع التغذية النصيب الأكبر من حجم هذه السوق، يليه قطاع الاتصالات، ثم النظافة، والصناعات المنزلية، فيما جاء التلفزيون في المركز الأول، من حيث الوسائل الأكثر سيطرة على السوق الإعلامية.

وسيطرت خمس وكالات إعلانية على ما يقرب من 80% إلى 85% من حجم هذه السوق، تتصدرها شركة "ستار كوم"، وشركة "أو. إم. دي"، وكلتاهما إماراتية.

ودعا المشاركون، إلى ضرورة تفعيل قنوات الإعلام الهادف، لسياساتها الإعلانية، بما يتماشى مع حاجات السوق، في محاولة للحصول على نسبة أكبر منها، لاسيما مع ما تعانيه هذه النوعية من القنوات من تراجع في حصتها الإعلانية؛ نظراً لطبيعتها الفكرية ورسالتها، التي تمنعها من التفاعل بشكل كافٍ مع المنتج الإعلاني المعتاد في العالم العربي.

وختموا بالقول: إن هذه الحالة تتطلب إعادة النظر في تلك السياسات، بالشكل الذي يتيح لها إخراج منتج إعلاني مستقل يتماشى مع طبيعتها الخاصة.