وجهات سياحية أوروبية توجِّه بوصلة السعوديين في صيف 2013

تهافت وحضور أوروبي ودلال من السائح السعودي

بدأت الوجهات الأوروبية في الرياض نشاطاً مكثفاً حالياً، ما بين عروض مقدمة، ولقاءات متعددة، وبين ورش عمل ولقاءات مع شركات الإسفار؛ لتقديم العديد من العروض الجاذبة للسائح السعودي، وفي المقابل يتحرَّك السائح السعودي ببطء، ويناظر بين العروض ويبحث عن الأفضل، وربما الأرخص والأوفر، وذلك 16 وجهة أوروبية.

وقامت "سبق" بجولة حوارية مع ست وجهات أوروبية تعمل جاهدة لإقناع السائح السعودي بأفضليتها عن غيرها، وتحاول قدر المستطاع أن تكسب ثقته لتنال موافقته والعائلة على الزيارة والسفر لتلك الوجهة.

"سويسرا الأغلى في أوروبا"
بداية التقت "سبق" مدير عام هيئة السياحة السويسرية لدول مجلس التعاون الخليجي رفائيل أنزلر، الذي يزور الرياض حالياً، وتم سؤاله عن عدد السياح السعوديين الذين يزورون سويسرا سنوياً، حيث أوضح "أنزلر" أن العدد التقريبي 80 ألف سائح سعودي، ومتوقَّع الزيادة بحوالي 10% في عام 2013، وقال: "نأمل بالزيادة".


وأضاف أن "السائح السعودي مرحَّب به دائماً في بلادنا، وسويسرا تُعَدّ من الدول الأعلى دخلاً في العالم والأغلى كلفة، وبالتأكيد يعرف السائح هذا الأمر"، مبيناً أنه من المعروف أن السائح السعودي يجد في سويسرا ما لا يجده في مكان آخر في العالم.

وأردف "أنزلر" قائلاً: "نحن نتمتَّع بخصوصية لا مثيل لها، والسعوديون يجدون عندنا هذا الأمر، كما أننا لا نتدخَّل مطلقاً في شكل الملابس مثل فرنسا وغيرها، والسعودي وعائلته يرتدون ما يحلو لهم".

وعن أهم المدن التي يتَّجه إليها السعودي في سويسرا، قال "أنزلر": من أشهر المدن التي يتوجه إليها السائح السعودي: "جنيف ولوزان وجبال سويسرا".

"الماكينات الألمانية وسحر طبيعي لا يقارن"
توجَّهنا إلى ألمانيا، والتقت "سبق" مدير العلاقات العامة في الصحة الأوروبية وليام خوري، (وهي إحدى أهم المصحات العلاجية المشهورة في ألمانيا، وتهتم بالسوق السعودي بشكل خاص)، حيث قال "خوري": إن عدد السياح السعوديين الذين يزورون ألمانيا لا يتعدون بضعة آلاف غير المبتعثين والمرضى، مشيراً إلى أن هناك إجراءات خاصة في منح تأشيرة الدخول، مما يؤدي لتعطل تدفق السياح إلى ألمانيا.


وأوضح "خوري" أن مؤسستهم تأتي إلى الرياض؛ للتعريف بالمنتج السياحي الألماني، وبالأخص العلاجي والصحي، ويشكل السائح السعودي 30% من إجمالي السائحين العرب الذين يزورون ألمانيا، ويأتي في المركز الثاني بعد الإماراتيين.

وأشار "خوري" إلى أن ألمانيا تتوافر فيها ثقافات مشابهة للبيئة العربية، فالمطاعم العربية والتركية تحاكي الأنماط الموجودة في بلدانها الأم، مبيناً أنها لا تضع خلفيات موسيقية أثناء الوجبات الرئيسية، وتراعي الدين الإسلامي وتعتز بذلك، فهي تضع في إعلاناتها ما يشير إلى أن الأطعمة الموجودة فيها موافقةً لتعاليم الشريعة الإسلامية.

"الأتراك وعمل دؤوب وحصاد هائل"
قامت تركيا بجهد ضخم للغاية للحصول على نصيب كبير من السياح السعوديين، ورغم أن الكثيرين يؤكدون على العديد من المشاكل التي قابلوها في تركيا، ومنها المعاملة الفظة، وعدم التحدث إلا باللغة التركية، ومشاكل الإجرام والتعدي على السياح، إلا أن ممثل تركيا الثقافي بالرياض الأستاذ "حسين" أكد أن هناك زيادة قدرها 72% عما كان عليه العدد عام 2011، مشيراً إلى أن عام 2011 كان الزوار من السعودية 116 ألف، وفي عام 2012 أصبحوا 200 ألف زائر، متوقعًا وصول العدد إلى نصف مليون سائح بنهاية العام.


وبيَّن أن ما يحصل عليه السعودي من مميزات يتمثل بدخوله لتركيا دون فيزا، بل يكتفي بالحصول على التأشيرة من المطار، ومن الوجهات المتميزة في تركيا مدينة أنطاليا حيث السواحل، وطرابزون حيث الشلالات والهضاب والطبيعة الغناء، ويوضح الأستاذ حسين أن مما تدعم الحكومة التركية السياحة فيه إقرارها لنظام يجرم الاحتيال والخداع للسياح، تقارب عقوباته العقوبات التي تطبق على مرتكبي الجرائم الكبرى كالقتل والسرقة، وينصح الأستاذ حسين السائحين بالتخطيط للرحلات بمساعدة الجهات المختصة؛ لتجنب المخاطر التي تقع في كل بلدان العالم بحسب وصفه.

"بولندا عاصمة العلاج الطبيعي"
برزت بولندا كوجهة للسياحة العلاجية قادمة بقوة؛ لتنافس دولاً ذات باع في السياحة العلاجية، التقت "سبق" السيد طه المشارف مدير تطوير الأعمال في المراكز الصحية البولندية، الذي أكد زيادة الزوار من السعودية بمقدار 100% عام 2012، موضحاً أن السعوديون يحتلون المركز الأول بين العرب في السياحة في بولندا.


ويشير المهندس يوسف العويمر كبير تنفيذي مجلس الأعمال السعودي البولندي التابع لمجلس الغرف السعودية إلى أن زيادة السائحين السعوديين في الربع الأول من 2013 عما كان عليه الحال في 2012 بمقدار 30%.

وأوضح الأستاذ طه المشارف انخفاض تكاليف المعيشة في بولندا مقارنة بالدول الأوروبية المجاورة كأحد الأسباب التي أدت لتنامي السياحة في بولندا، وأوضح "المشارف" أن عملية فصل التوائم البولنديين التي أمر بها الملك عبد الله- حفظه الله- أدت لحث الشعب البولندي للتعرف على المملكة العربية السعودية بشكل أكبر، مبيناً أن السفارة السعودية في بولندا هي الأكبر في أوروبا الشرقية من حيث عدد الموظفين، وهي الأكبر في بولندا من بين السفارات العربية.

وأضاف طه المشارف أن هذا ما يؤكد اهتمام المنتجعات العلاجية في بولندا بالسائحين العرب عمومًا والسعوديين بشكل خاص، تخصيص مترجم مقيم في كل مصحة، ومن الوجهات السياحية المفضلة في بولندا عاصمة الإمبراطورية البولندية سابقًا مدينة فروستواف، التي تمتاز بوجود نهر الأودرا الذي يقسمها إلى جزأين، ويصل جزأيها ما يتجاوز السبعين جسراً، كما تبرز كراكوف التي تُعَدّ من أقدم المدن البولندية، والتي أزاحت براغ عاصمة التشيك بعدد الزائرين لها من السواح في عام 2012.

"النمسا وليالي الأنس في فيينا"
التقت "سبق" بمديرة التسويق في المكتب السياحي الوطني النمساوي في الإمارات العربية المتحدة شارلوتيه نيوبي، التي أشارت إلى أن النمسا تحتل المركز الرابع والتسعين من حيث السكان عالميًا، وحققت نسبة زيادة مقدارها 4.9% عما كانت عليه في عام 2011.


وبحسب شارلوتيه نيوبي فإن السائحين الدوليين تجاوزوا 218.070 سائحاً، ونصيب الشرق الأوسط منها يعادل 35.2%، تصدرهم السائحون السعوديون بنسبة 29%، موضحة ارتفاع عدد السائحين السعوديين عما كان عليه في 2011، بمقدار 67% بمعدل مبيت أكثر ب69.2% عن معدل المبيت لهم في 2011.

وأشارت شارلوتيه إلى أن من أسباب زيادة السائحين اختيار العاصمة النمساوية فيينا كأفضل مدينة من حيث نوعية المعيشة في العالم للمرة الرابعة على التوالي، متفوقة على 221 مدينة رئيسة حول العالم، ومن مناطق الجذب في سالزبورع لاند مقاطعة الجبال والمياه شلالات كريمل المصنفة كأكثر الشلالات الأوروبية ارتفاعاً، كما تبرز حديقة المنطقة 47 كأكبر حديقة مغامرات في أوروبا؛ إذ تبلغ مساحة هذه الحديقة المائية 700 ألف قدم مربع، وتتضمن الحديقة حائط التسلق الأعلى في النمسا.

"هنجاريا والبحث عن السائح السعودي"
يعرفها العرب بالمجر وتعرف في الغرب باسم "هنجاريا"
لم نستطع الحصول على أرقام محددة لزوار هنجاريا من السياح السعوديين واعتماد السياحة في هنجاريا على العلاج الطبيعي والصحي الحديث، يجعل من هنغاريا مقصداً للسائح المميز الذي يبحث عما أنتجته الحضارات التي مرت عليها وتركت بصمات آثارها الفنية والهندسية والمعمارية في مختلف مدنها وبلداتها التي تزخر بالإرث الثقافي والفني الحضاري، ومن يرغب في زيارتها عليه أن يبدأ من العاصمة بودابست، التي يزورها سنوياً نحو 30 مليون سائح من الذين يعرفون قيمة الجمال والطبيعة والحياة الهادئة.


يتوسطها نهر طويل، وتعتبر أكبر مدن البلاد وهي المركز السياسي والاقتصادي والصناعي، ويستطيع السائح الوصول إليها بسهولة عبر وسائل المواصلات المختلفة؛ بسبب موقعها في قلب أوروبا واشتراكها في الحدود مع سبع دول، إضافة إلى مرور نهر الدانوب منها.

ويقطن بودابست حوالي مليوني نسمة مما يشكل خُمس سكان البلاد، وتنقسم المدينة إلى قسمين: بودا، وبست، يفصلهما نهر الدانوب، ويرتبطان بنحو تسعة جسور، أقدمها وأهمها جسر "الشين" الذي يعطي المدينة سحراً خاصاً.