احتشد نحو مليون يمني من أنصار الحراك الجنوبي، بمدينة عدن كبرى مدن الجنوب، اليوم الأحد، في إطار مهرجان "التصالح والتسامح الجنوبي". وتقاطر عشرات الآلاف من المؤيدين للحراك من عموم المحافظات الجنوبية القريبة من مدينة عدن إلى ساحة العروض بمديرية خور مكسر منذ الخميس الماضي، وهم يرفعون صور الرئيس علي سالم البيض الرئيس الجنوبي السابق، وأعلام دولة الجنوب التي كانت مستقلة قبل أن تتوحد مع الشمال في مايو 1990. وامتلأت ساحة العروض التي تمتد على طول كيلومرتين بجموع مناصري الحراك القادمين من محافظات جنوبية عدة، وتسبب الحشد بإغلاق جميع الشوارع الرئيسية والفرعية بمديرية خور مكسر أمام الحركة المرورية. وألقيت في المهرجان كلمة "البيض" الذي يقود تياراً جنوبياً لفك ارتباط الجنوب عن الشمال، جدّد فيها موقفه الرافض من حل القضية الجنوبية بالفيدرالية، مؤكداً مطالبته بالاستقلال، قائلاً: إن "لدينا إمكانية لإقامة أجهزة الدولة في فترة قصيرة". وحدّد "البيض" شكل الدولة المستقبلية في الجنوب ب"البرلماني التعددي الديمقراطي الفيدرالي في إدارة المحافظات، وعلينا أن نعترف أننا بحاجة للكل، ورصّ الصفوف مع حوار جنوبي- جنوبي يؤكد طريق الحراك السلمي". وقال: "أتمنى أن تكون هناك مراجعة لقضية الجنوب والبحث عن مبادرة لحلها على أساس الحل السلمي والاعتراف بالهوية والأرض واستحقاق الشعب"، محذراً من أنه "إذا لم تحل مشكلة الجنوب لن يكون هناك استقرار، وإذا لم ينصفنا العالم سنبحث عن وسائل أخرى لنسترد حقنا". وأكد "البيض" أن الحراك الجنوبي لديه قدرة أن يطرح مهام جديدة، "ونستطيع أن نوجد دولتنا"، منبها المحيط الإقليمي والدولي بأن "ليس هناك متسعاً من الوقت لاستمرار تجاهل قضية الجنوب والظلم الذي وقع عليه". ويأتي هذا المهرجان الذي انطلق من جمعية المتقاعدين العسكريين بردفان محافظة لحج، بهدف طي الخلافات الجنوبية المترتبة على مواجهات عسكرية بين فصيل الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد، وفصيل "البيض" في حرب 13 يناير الدامية عام 1968 بين أبناء الجنوب في مدينة عدن. وظل يوم 13 يناير من كل عام، ذكرى محزنة لأدمى صراع مرّ على المواطنين في الجنوب عبر تاريخهم الحديث، لكن منذ 2006 تحول إلى يوم للتسامح والتصالح حين نظمت جمعية ردفان الاجتماعية الخيرية في مدينة عدن لقاءً عاماً بغية تحويل هذا اليوم إلى نقطة للمصالحة وتجاوز آثار هذه المحنة.