مع تعقد الحياة من حولنا، تتعقد أخص خصوصياتنا، ومنها علاقة الزوج بزوجته، وتصبح مقاربتها ومحاولة حلها وتفكيكها شائكة. من هنا كان تصدر قضايا الخلع والعنف الأسري والطلاق نوعية القضايا التي تنظرها المحاكم في المملكة، ما دعا الكثير من الجهات الرسمية والخيرية إلى تقديم دورات تأهيلية لمنح الشباب المقبلين على الزواج رخص قيادة الحياة الزوجية، التي ربما انحصر بعضها في حل بعض مسببات الطلاق فقط. وأشار اختصاصيون إلى أن مسببات الطلاق يتحملها الطرفان إلا أن هناك الكثير من الحالات يكون سببها المجتمع وتدخل الأهل ويقع ضحيتها الزوجان. المرشد الأسري محمد درويش العمري أوضح أن مجتمعنا تحكمه أعراف قبلية واجتماعية. ويختلف مفهوم الزواج التقليدي من بلد إلى بلد ومن مجتمع إلى آخر، بل يختلف أيضا من جيل إلى جيل. واليوم نرى الشباب أصبحوا أكثر إلحاحا على أن تكون بأيديهم جميع تفاصيل الزواج، إلا أن هناك بعض الشباب لا يزال يفضل أن يكون زواجه بالطريقة نفسها التي تزوج بها أبوه، وكذلك هناك بعض الفتيات ليس لهن أي رأي في أمر زواجهن، وقرارهن معلق بيد أولياء أمورهن. وأكد محمد درويش أنه ليس صحيحا أن نجاح والدك الأسري يعني نجاحك، فكل له شخصيته المستقلة. ومن أكبر المشكلات الأسرية أن يدخل الزوج إلى حياته الزوجية بشخصية والده، وأن تنقل الزوجة شخصية والدتها معها، وهذا خطأ، إذ إن نقل المشكلات الأسرية من منزل إلى منزل يعد من أبرز مسببات الطلاق، ولا بد أن يتمتع الزوجان بشخصيات مستقلة. وأشار المرشد الأسري إلى أنه من المهم جدا أن يطالب الخطيب بمطالبات شرعية، كالنظر إلى الخطيبة والحديث معها ومعرفة نظرتها للحياة الزوجية ضمن الضوابط الشرعية، وكذلك لا بد للفتاة من السؤال ومناقشة زوج المستقبل عن كل ما يدور في خاطرها من مخاوف، وعلى الاثنين الاتجاه إلى المتخصصين والحصول على الدورات الإرشادية التي توضح لهما الكثير من الأمور المفيدة والبناءة من النواحي الصحية والنفسية والاقتصادية والأسرية. وبين العمري أن الخلافات الأسرية أمر طبيعي، إلا أنه من المهم حل المشكلات الشخصية بين الزوجين وعدم السماح للآخرين بالتدخل، إلا إذا كانوا متخصصين فقط، وعبر الجهات التي تقدم الإرشادات الأسرية.