صباح الثلاثاء، غرة ذي الحجة، قرأت كلمات الدكتور حمود أبو طالب بعنوان «لجنة لا تشبه اللجان» وما دخل في قلبي ختام المقال جاء نصا: «تأكدوا أن هذه غير كل اللجان وأن القرار في هذه الحادثة سيكون غير كل القرارات».. انتهى. ففعلا جاء القرار غير كل القرارات وأكد مليكنا المفدى سلمان (أطال الله في عمره) لكل العالم ولا سيما للأمة الإسلامية، أنه ملك البلاد يلقب بخادم الحرمين الشريفين فجاء القرار بالعدل فطبق في مليكنا حكمة المرزبان مقولته المشهورة: حكمت فعدلت فأمنت فنمت. وهنا أود أن أؤكد أنني لا أقارن مليكنا المفدى بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. إنما الذي يحمينا هو حبنا لمليكنا، وصدقه معنا، وولاؤنا له، وتضحياته من أجلنا فقلوب شعوبكم هي قلاعكم وحصونكم، فمليكنا ولله الحمد ينام قرير العين لأنه سلمان أمنا وأمان. من أمن العقوبة أساء الأدب، جملة كثيرا ما نسمعها وتتردد على مسامعنا، ولكن متى نستخدمها، ولماذا كثر تكرارها، بالرغم من قدمها وعتاقتها التي ترجع إلى مئات السنوات. نعرف جميعا أن الهدف والغاية من العقوبة هو الردع والتخويف من مخالفة ما ضد القانون والنظام، حتى لا يتكرر ويتفشى مخالفة النظام وقوانين الدولة، ومن المعروف أيضا أن من يتصف بالأدب يأمن العقوبة فلا تصله ولا تلدغه. كما هو معلوم بمعجم لسان العرب تعريف الأدب أنه الذي يتأدب به الأديب من الناس، سمي أدبا لأنه يؤدب الناس إلى المحامد، وينهاهم عن المقَابح. فالأدب نتيجة التأديب فإن غاب التأديب غاب الأدب. من هنا فبقراره العادل أعاد لنا سلمان الأدب في مجتمعنا وجعلنا نشعر بالأمن والأمان. يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: أدبني ربي فأحسن تأديبي. فحتى رسول الأدب والأخلاق الفاضلة خضع لتأديب رباني فما بالكم بعامة الناس. والشاهد من الكلام أني لاحظت الكثير من الأطفال والأبناء الذين يسبون ويشتمون ذويهم لأنهم رفضوا أن يوفروا لهم الغرض الذي طلبوه بالرغم من تحقيق أجزاء من حاجاتهم اليومية، ولكن المؤلم بالمسألة أن الولد أو البنت عندما يبدأ بسب الأم أو الأب أو الأكبر منه سنا، يسكت الوالدان ويتحججان بأنه طفل لم يكمل عشر سنوات بعد، فلا يجوز نهره أو توبيخه لأنه لا يفهم. التأديب يأتي بالأدب ومن أمن العقوبة أساء الأدب، وقد قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه: «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن». فها هو الملك سلمان يزع بالقرآن وبالعدل ليعلم الجميع أن سلمان أمنا وأمان. وأسأل الله عز وجل أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وأن يحفظ هذه البلاد حكومة وشعبا من كل شر، وأن يوفقها لكل خير وأن ينصر بولاتها دينه ويعلي كلمته ويقطع دابر الإجرام والمجرمين، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. للتواصل ((فاكس 6721108))