اليوم، وبعد إغلاق ملف وفاة عرفات في فرنسا، فإن كثيرا من الفلسطينيين لا يثق بموقف فرنسا من التحقيق، خصوصا أنها أتلفت جميع عينات الفحص التي حصلت عليها من عرفات أثناء علاجه في فرنسا. ويقول عدد من المسؤولين الفلسطينيين في اللقاءات الخاصة ومن وراء الكواليس إن موقف فرنسا غير مبرر، ويرى هؤلاء أن فرنسا تعاملت مع القضية بصورة سياسية، وليس بصورة طبية بحتة، وأنها ربما أخفت بعض المعلومات تجنبا لتسببها بحدوث أزمة سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في وقت تعمل فيه فرنسا على طرح مشروع للسلام في مجلس الأمن، ولا تريد أن تكون مع طرف ضد آخر. والسؤال الكبير الذي يلف قضية وفاة ياسر عرفات: من المستفيد من إغلاق هذا الملف، بعد أن كانت كل المؤشرات تؤكد وقوف إسرائيل وراء تسميمه واغتياله؟! وجاء الإعلان الأخير من النيابة العامة الفرنسية، على لسان المدعي العام الفرنسي، الذي كان مسؤولا عن التحقيق في وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات «أبو عمار»، مطالبا بإغلاق التحقيق في القضية. وأن فرنسا ليست مطالبة بالتحقيق في جريمة وفاة عرفات التي افتتحت عام 2012، بناء على طلب من أرملته سها عرفات، مفيدا بأن التقرير الطبي الفرنسي أفاد بأن الوفاة طبيعة، وأن سبب الوفاة لم يكن السم، الأمر الذي كان صادما للفلسطينيين الذين كانوا بانتظار نتائج هذا التقرير بعد الدلائل التي تؤكد أنه توفي مسموما وحددت حتى المادة التي تسببت بوفاته. عبدالقادر فارس