عندما يدعو وزير التجارة والصناعة توفيق الربيعة التجار إلى الأمانة، فإن هذا أمر جيد ولا شك في ذلك على مستوى العلاقة مع الله أولا، والوطن ثانيا، وثالثا على مستوى المسؤولية الاجتماعية بعد أن كشفت الدراسات أن المستهلك يتجه للتعامل مع التاجر الذى لا يغش في سلعته أو خدمة ما بعد البيع، ولكن يبقى سؤال لمعالي الوزير، هل تاجر اليوم هو تاجر الأمس، حتى تكفيه هذه الكلمة رغم أهميتها البالغة بكل تأكيد، إننا بحاجة إلى جانب النصح والإرشاد إلى ذراع رقابية قوية تردع المتلاعبين بالأسعار والمحتكرين للأسواق، لأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، ولعلنا نتساءل عن كم المخالفات والسلع المغشوشة والمقلدة في أسواقنا، ونطرح السؤال: كيف دخلت هذه السلع من الصين خاصة، بعد أن أكدت السفارة الصينية بالرياض، أكثر من مرة، أن نسبة كبيرة من التجار السعوديين هم الذين يذهبون للمصانع الرديئة في بلادهم من أجل استيراد أسوأ سلع يتم إنتاجها هناك حتى تتعاظم أرباحهم بنسبة 500 إلى 600% عندما يغرقون بها الأسواق لدينا، وإذا كانت الأمور بهذا الشكل فإننا من هذا الموقع سنطالب الوزير بحكم مسؤولياته وعلاقته مع الجهات الحكومية الأخرى بأن يجلس مع نظرائه في الجمارك وهيئة المواصفات ويتحدثوا بشكل صريح ويكشفوا عن حجم الخلل الذي رفع السلع المغشوشة في أسواقنا إلى أكثر من 50 مليار ريال، ومن ثم يعلنون الإجراءات التي اتخذوها لمواجهة ذلك، لأن هذه السلع لم تهبط علينا من السماء، أما الانتقائية في المعالجة فلن تأتي بجديد، وسنظل نراوح في مكاننا، وهذا ما لا نرضاه لمعالي الوزير النشط توفيق الربيعة.