يحتل الكتاب والمنتج السعودي اليوم مكانة جيدة في ظل حضور الكتاب من كافة البلاد العربية، وفي السنوات الأخيرة حققت الرواية السعودية حضورا كبيرا. وبما أن المملكة تحل هذا العام ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يختتم بعد أيام، طرحت «عكاظ» سؤالين، هما: كيف هو واقع الكتاب السعودي في السوق العربية؟، وكيف يراه المثقفون؟. في البدء يتحدث القاص والإعلامي هاني الحجي فيقول: حسب رأيي أن الكتاب السعودي لم يمر بتغيير جذري يمكن أن نقول إنه تغيير أو حقق قفزة نوعية عن مساره خلال السنوات الماضية، إلا بتغيير المواضيع التي تتناسب مع الفترة، وخصوصا فيما يتعلق بالأعمال الروائية والكتب التجميعية التي بدأت تأخذ مساحة، وكما يتزايد من إنتاج الكتاب السعودي بعضها كجانب توثيقي لشخصية كتب عنها أو لمناسبة وحدث أدبي، وهذا لا يمكن التقليل من شأنه، وبعضها أصبح تكرارا لما طرح سابقا. وأضاف: على صعيد المبيعات ومن خلال المتابعات مازالت الرواية تتصدر المشهد مع استمرار تراجع القصة وصمود الدواوين الشعرية، وعلى صعيد الكتاب النخبوي بدأ كتب السير والتاريخ تكتسح الساحة بقوة وتجد إقبالا منقطع النظير مقارنة بالسابق، والكتاب النقدي الأكاديمي مازال منغلقا على ذاته بعيدا عن مواكبة المنتج الأدبي، وعلى صعيد النشر توجه المؤلف السعودي للداخل وأصبح أكثر وعيا أن الناشر الخارجي غير مهتم بتوزيع كتابه خارج حدود المملكة، ومع تقديم دور نشر سعودية تجربة منافسة في صناعة وتسويق الكتاب وأصبحت تستقطب المؤلف السعودي. وأوضح، أن بعض الأندية الأدبية التفتت للنشر وستقدم في المعرض كتبا مقنعة كما وكيفا حسب معرفتي واطلاعي على بعضها، مبينا أن المؤلفة السعودية مازالت تحقق حضورها في مختلف المجالات الأدبية وتقدم منتجا جيدا، وهناك بعض العوائق للكتاب السعودي كالرقابة البيروقراطية، وازدياد منافسة وسائل التواصل الاجتماعي للكتاب وعدم مواكبة هذا الكتاب بالنقد أو الاحتفاء من خلال القراءات والأمسيات. أما الروائي ماجد سليمان، صاحب عدة روايات آخرها رواية «طيور العتمة»، فيقول عن حضور الكتاب السعودي: الناشر العربي خصوصا (بيروت)، ينشر الكتاب، يتبع ذلك تغطية إعلامية رائدة، وحوارات صحفية وتلفزيونية حول العمل، إضافة إلى حضور الكتاب في بلد الكاتب قدر المستطاع، وذلك حسب الظروف التي تحكمها سياسة وزارة الثقافة في البلد، لكن يكفي جهد الناشر في السعي إلى فسح العمل وإدخاله للسوق المحلي، أيضا يتبع ذلك التوزيع الدقيق في نقاط شهيرة وكبيرة وذات صيت في البلد كالمكتبات الكبيرة ذات الاسم الحاضر في ذهن الثقافة المحلية، ويتبع ذلك أيضا ترشيح الكتاب من قبل الناشر إلى جوائز ثقافية عربية وربما عالمية. ويضيف ماجد سليمان: أما الناشر المحلي، أو المؤسسة الثقافية (الحكومية) كالأندية الأدبية وغيرها، تجد المؤلف يعاني (الأمرين) كي ينتهي من البيروقراطية القاتلة في المؤسسة، يتبع ذلك التعنت والمزاجية والأهواء التي تتمتع بها اللجان في هذه المؤسسات، والتي في الغالب هي تعمل في عمل ليس من فنها، وبقدرة قادر حين ينشر الكتاب، يدفع فورا به إلى أضيق مخازن المؤسسة لينام أبدا، يكون وقتها قد وصل المؤلف حفنة من النسخ ومبلغ زهيد لقاء ذلك كله.