كون الانسان يكرم شيء عظيم، وأن يكرم في حياته شيء أعظم. ما زلت أتذكر مشاعر والدي أحمد السباعي رحمه الله عندما كرم في حياته بجائزة الدولة التقديرية في الأدب.. كيف سعد بها وملأت حياته بالرضى. هذا مما لا أشك فيه شأن أخي الأستاذ عبدالله خياط وهو يكرم من «صحيفة عكاظ» في حفل جمع وجوها من المجتمع لامعة في الأدب والفكر والصحافة بالإضافة الى أصدقاء ومحبي عبدالله خياط. عبدالله خياط.. تزاملنا في طفولتنا وصبانا في مكة. جمعتنا المدرسة العزيزية الابتدائية بجوار البازان في حارة الشامية، ثم مدرسة تحضير البعثات حيث فضل عبدالله خياط في منتصف المرحلة أن يكمل تعليمه في مدرسة الحياة. كان صديقا لأخي أسامة. ولكن كثيرا ما التقينا في حصوات الحرم المكي نستذكر دروسنا، وفي حفلات المسامرات الأدبية تعقد في أمسيات الخميس في مدرسة تحضير البعثات، وفي ندوات سندباد وسمير التي كنا أبناء جيلنا نخطب فيها ونمثل ونتحاور ونهرف بشيء من الشعر. إرهاصات أدبية وثقافية سرعان ما تمخضت عن أدباء وشعراء وصحفيين يشار اليهم اليوم بالبنان ومنهم عبدالله خياط. ما زلت أذكر من هذه الشبيبة من أقراني يوم ذاك عبدالله خياط وعبدالله جفري وعمر سعيد العامودي وأسامة السباعي وعبدالكريم نيازي وعمر سراج ومحمد سعيد طيب ومحمد صالح باخطمة وغيرهم. بعضهم توفاه الله إلى رحمته وبعضهم ما زال يمشي منتصب القامة والبعض يستعين على أموره بعكاز. في السنوات الأخيرة أصبحنا نلتقي مرتين في السنة لتبادل الذكريات واستعادة صور من الماضي الجميل. ولسان حالنا يقول ألا ليت الشباب يعود يوما وما هو بعائد. ما أكثر من يسألني منهم همسا عندما نلتقي عن وصفات طبية علها وعسى! الكلمات التي ألقيت في حفل التكريم أضفت الكثير من الضوء على مسيرة عبدالله خياط في طريق الصحافة. أكثر ما يلفت نظرك فيها صدق المشاعر ودفئها لرجل أطلق عليه ذات يوم الأستاذ محمد عمر توفيق لقب العمدة. وهو وصف صادق لشخصية عبدالله خياط بما فيه من وفاء ومحبة للآخرين. كان الحفل حفل تكريم للكلمة والحرف ممثلين في أخي عبدالله خياط، أما مسك الختام في الحفل فكان انتاج عبدالله خياط الفكري وزع على الحضور.