مجال الاحتيال مفتوح على مصراعيه، وقد تنادى رجال الشرق والغرب على نصب الفخاخ لكل سعودي بحثا عن غنيمة، وكل يوم نسمع بأن مواطنا وقع في الفخ، وقد يتكرر الوقوع للفرد مرة ومرتين وثلاثا، ويقال لا يقع في الفخ مرتين إلا أردى العصافير. ويبدو أن اختبار رداءتنا جاء من تعدد وسائل الاحتيال، فالمحتالون برعوا أيضا في تزيين فخاخهم بكل ما يسيل له اللعاب، وتركزت جل الأساليب في الجانب المالي، ولأن كل فرد سعودي يحلم بالانتقال إلى مصاف الأثرياء فقد سلم الكثيرون أموالهم للنصابين والمحتالين وعاشوا في أحلام أن تصب عليهم النقود صبا، وفي كل وسيلة نصب يفيق المواطنون على كابوس أنهم عاشوا لحظات الوهم بكل تفاصيلها. وكثير من المواطنين يقدم على الدخول للفخ بقدميه بالرغم من التحذيرات المتكررة الداعية لليقظة والحذر ولكن البعض ينساق انسياق الواثق وحين يرتطم رأسه بالحقيقة إما أن يبتلع (المقلب) وإما يخرج صائحا في وسائل الإعلام بأنه وقع ضحية مقلب ولأني ممن يعارض قاعدة (القانون لا يحمي المغفلين) أي لا بد أن تتغير هذه الفقرة القانونية بتأكيد ضرورة أن على القانون حماية المغفلين فهم أحق بالحماية كونهم هم العرضة لكل وسائل التدليس والغش والاحتيال. وصور الوقوع أو السقوط في شراك النصابين متعددة ومتنوعة فإن كان إغراء الحصول على المال مضاعفا هي السنارة الجاذبة للسابحين في بحر الأوهام فإن هناك سنانير قادرة على جذب فحول الرجال حين تكون المرأة حاضرة، وفي هذا السياق تمكن شخص أردني من (الضحك) على بعض المواطنين حين أخذ من كل واحد منهم خمسين ألفا واعدا إياهم بتزويجهم بابنته الشقراء بارعة الجمال، فتهافتوا لدفع المهر قبل إتمام العقد، أي أن النظرة الشرعية كلفت مائتي ألف ريال كمجموع لثماني أعين بصبصت على الفتاة الشقراء. وكثيرة هي الفخاخ المنصوبة تحت مظلة الزواج ينساق إليها الكثيرون من غير حذر في ظل أن المرء يسلك مسلك الحلال، وهي اللعبة التي تمارس في زواج المسيار إذ امتهنت بعض النساء ممارسة هذه اللعبة بإتقان وحرفية وتبدأ القصة بأن تعرض المرأة نفسها بكل الوسائل لكي تتزوج مسيارا وتكون الفئة المستهدفة طبقة الأثرياء حتى إذا تم العقد بمهر مكلف تقوم الزوجة بممارسة كل وسائل التنكيد والتهديد حتى تحصل على الطلاق خلال شهر واحد، وتمسك عدتها وتعاود عرض نفسها وبعضهن يستطعن عقد ثلاث زيجات في السنة الواحدة يكون دخلها لا يقل عن 240 ألف ريال كمهور غير مكتسبات الذهب والألماس والهدايا العينية. هذه اللعبة هي السائدة في سوق الباحثات عن (الخروف) الثري، ولأن أغلبنا خراف لا يقع في هذا الفخ إلا المقتدر بينما غير القادر يطوف حول الحمى ويتمنى لو يقع فيه.. أخيرا كلنا وقع في فخ يليق به والسبب أننا محتاجون لقانون يحمي غفلتنا.