كثيراً ما يقع بعض منا ضحية غفلة أو سذاجة أو ثقة زائدة في الآخرين، فيدفع مبالغ قد تكون بسيطة أول وهلة، فإذا ما تابع مع هؤلاء واستجاب لمتطلباتهم وجد أنه وقع ضحية نصب واحتيال، فيندم ولات ساعة مندم!! وقد تعددت وسائل النصب والاحتيال حتى وصل هؤلاء المحتالون إلى مبتغاهم ببجاحة متناهية حاصلين على أموال من الآخرين من دون وجه حق، ومستغلين في ذلك جهلم وعدم إدراكهم الموضوع!! وقد انتشر في الفترة الماضية كثير من رسائل الجوال SMS التي أرسلت ولا تزال ترسل من قبل بعض الشركات الوهمية بغرض الحصول على الأموال، وذلك عن طريق ارسال رسالة SMS لرقم هاتف جوال بشكل عشوائي تخبر صاحب الجوال بأنه قد فاز معهم في المسابقة، أو فاز معهم في السحب على سيارة علماً أن صاحب الجوال لم يشترك قط في أي مسابقة!! وهناك طرائق أخرى توهم الضحية بأنه قد تم اختيار رقمه من خلال الكبيوتر من بين عدد كبير من الأرقام ليكون هو الفائز بجائزة، أو بسيارة، أو ثلاجة، أو فرن، أو تذاكر سفر مجانبية لشخصين لإحدى الدول الشقيقة، أو غير ذلك، وفي ذات الوقت يطلب من صاحب التليفون الفائز على حد قولهم الاتصال على رقم معين يبدأ ب 700 لتسجيل معلومات عنه. وهناك طرائق أخرى رأيتها في بعض الدول العربية الشقيقة، ويتمثل ذلك في أن تجد شخصاً ترتسم الابتسامة على محياه، فأول ما يبادرك بالسلام في حفاوة غير طبيعية، فيقول لك: قد فزت معنا بجائزة، ويعطيك الموعد وتذهب فتجد أنك إن وافقت على مطالبهم هو وزمرة معه، فقد يمنحونك جائزة رمزية، وأن لم توافق على مطالبهم رجعت بخفي حنين!! وتتعدد مطالبهم باختلاف الوسائل التي ينتهجونها، فأحياناً يحاولون تسلم مبالغ من المال كدفعة، والباقي أقساط لشراء شقة في بلد كذا وكذا!! واحيانا يحالون إقناعك بأسبوع في منتجع كذا وفي أي وقت ترغبه!! وغير ذلك من الوسائل!! ولكن من المؤسف حقاً أن نرى مثل هذه الظاهرة قد بدأت في الانتشار في بلدنا المملكة؛ وقد شاهدت مثل ذلك في جدة، وفي الرياض، وذلك في بعض الأسواق الكبرى، وفي بعض المدن الترفيهية!! وقد بادرت مرة أحدهم بسؤال: هل معكم تصريح على ذلك؟ فيحيب بعضهم بأنهم حاصلون على تصريح من هيئة السياحة، فأنا لست جهة متابعة لأكتشف ما إذا هم حاصلون على تصريح أو لا! لذا فإن كانوا غير حاصلين على تصريح من هيئة السياحة فيحتاج الأمر إلى مراقبة لهؤلاء، وتتبعهم، وإحالتهم إلى الجهات القانونية!! وإن كانوا حاصلين على تصريح لممارسة مثل تلك الأعمال فيحتاج الأمر إلى متابعة دقيقة لهم؛ لكي لا يوقعوا بعض المواطنين في عمليات نصب واحتيال ونهب لأموالهم. ولكن سذاجة بعض جعلت منهم مطمعاً للنصابين والمحتالين تحت عنوان: فزت معنا بجائزة!! تلكم القضية أرقت كثيرين، وسحبت الأموال بطرائق غير مشروعة من جيوبهم، ومثل ما يقولون: القانون لا يحمي المغفلين، فلا نكن من هؤلاء المغفلين!! ولو تطرقنا لوسائل النصب والاحتيال لوجدنا كثيرا وكثيرا، ولكن هناك وقفة أخرى في المستقبل القريب إن شاء الله لنتظرق لبعض وسائل النصب الأخرى، دمتم بخير ومحبة وإلى لقاء إن شاء الله.