تمثل هيفاء مبارك الزيلعي نموذجا حيا للعصامية والطموح، فالفتاة التي حرمت في بداية حياتها من التعليم، لم تستسلم، بل تحركت بقوة ووصلت لهدفها، متخذة من المثل القائل: (أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا). وعلى الرغم من أنها بدأت الدراسة من خلال مقاعد محو الأمية للكبار، بسبب خوف والدها عليها من الذهاب إلى المدرسة وهي صغيرة، إلا أنها حصلت على درجة الماجستير في الكيمياء من جامعة الملك سعود، بعد أن اخترعت دواء لمرض الليشمانيا نالت عليه براءة الاختراع بعنوان (تأثير المحتوى الكيميائي لبعض الفطريات على طفيل الليشمانيا). وأكدت الزيلعي أنها حين حرمت من الدراسة في بادئ الأمر لم تيأس، بل توجهت إلى محو الأمية، ولم تكترث للعبارات المحبطة التي تلقى على مسامعها، مبينة أنها حصلت على الشهادة الابتدائية واصطدمت برفض والدها إكمالها المتوسطة، بحجة عدم وجود مدرسة قريبة من مسكنهم. وذكرت أنه بالإصرار والدموع أكملت دراسة المتوسط والثانوي وحصلت على نسبة عالية تؤهلها لدخول التخصصات الطبية، لكن رفض والدها لدراسة تلك الأقسام، دفعها لاختيار قسم الكيمياء لأنه القسم الأقرب للطب، موضحة أنه بفضل الله حصلت على شهادة البكالوريوس رغم ما واجهته من صعوبات، وها هي اليوم تمنح شهادة الماجستير التي نالت عليها براءة الاختراع. وأفادت أن موضوع رسالة الماجستير كان عبارة عن تأثير المحتوى الكيميائي لبعض الفطريات على طفيل الليشمانيا، وهو استخلاص مادة طبيعية من الفطريات لعلاج المرض عن طريق فصل المركبات، موضحة أنها حصلت بموجب هذا العلاج على براءة الاختراع، لافتة إلى أنها اختارت الموضوع لأنه طبي. بدورها، أوضحت الدكتورة أماني عواد المشرفة على رسالة هيفاء أنها نموذج للطالبة الباحثة المثابرة، التي نحتت في الصخر حتى وصلت، مشيدة بخلقها الرفيع. وذكرت عواد أنها ذهلت من أن هيفاء كتبت رسالتها للماجستير باللغة الإنجليزية التي لا تجيدها بطلاقة، معربة عن فخرها واعتزازها بالطالبة المثابرة.