السعودية والأمريكية    «الأقنعة السوداء»    العيسى والحسني يحتفلان بزواج أدهم    احذر أن ينكسر قلبك    5 مخاطر صحية لمكملات البروتين    تقنية تخترق أفكار الناس وتكشفها بدقة عالية !    إلتقاء سفيرة خادم الحرمين الشريفين بطلبة المنتخب السعودي في آيسف.    فتياتنا من ذهب    حلول سعودية في قمة التحديات    تضخم البروستات.. من أهم أسباب كثرة التبول    بريد القراء    الرائد يتغلب على الوحدة في الوقت القاتل ويبتعد عن شبح الهبوط    رئيس موريتانيا يزور المسجد النبوي    حراك شامل    ابنة الأحساء.. حولت الرفض إلى فرص عالمية    ولي العهد يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة وملك الأردن والرئيس السوري    هتان السيف.. تكتب التاريخ في الفنون القتالية    الاستشارة النفسية عن بعد لا تناسب جميع الحالات    الإطاحة بوافد مصري بتأشيرة زيارة لترويجه حملة حج وهمية وادعاء توفير سكن    مدير عام مكتب سمو أمير منطقة عسير ينال الدكتوراة    مستقبل الحقبة الخضراء    تركي بن طلال يرعى حفل تخريج 11 ألف طالب وطالبة من جامعة الملك خالد    الشريك الأدبي وتعزيز الهوية    التعليم في المملكة.. اختصار الزمن    صالح بن غصون.. العِلم والتواضع        الدراسة في زمن الحرب    76 مليون نازح في نهاية 2023    فصّل ملابسك وأنت في بيتك    WhatsApp يحصل على مظهر مشرق    فوائد صحية للفلفل الأسود    ايش هذه «اللكاعه» ؟!    خطر الوجود الغربي    العام والخاص.. ذَنْبَك على جنبك    حق الدول في استخدام الفضاء الخارجي    كلنا مستهدفون    أثقل الناس    تحولات التعليم.. ما الذي يتطلب الأمر فعله ؟    لماذا يجب تجريم خطاب كراهية النساء ؟    الاتحاد يتعثر من جديد بتعادل أمام الخليج    المسابقات تعدل توقيت انطلاق عدد من مباريات دوري روشن    بتوجيه ولي العهد.. مراعاة أوقات الصلوات في جدولة المباريات    البنيان يشارك طلاب ثانوية الفيصل يومًا دراسيًا    رئاسة السعودية للقمة العربية 32.. قرارات حاسمة لحل قضايا الأمة ودعم السلام    أمير القصيم يرفع «عقاله» للخريجين ويسلم «بشت» التخرج لذوي طالب متوفى    النفط يرتفع والذهب يلمع    أمير تبوك يرعى حفل جامعة فهد بن سلطان    بمشاركة السعودية.. «الحياد الصفري للمنتجين»: ملتزمون بالتحول العادل في الطاقة    أمطار على أجزاء من 6 مناطق    صفُّ الواهمين    أمير تبوك يطلع على نسب إنجاز مبنى مجلس المنطقة    برعاية ولي العهد.. انطلاق الملتقى العربي لمكافحة الفساد والتحريات المالية    سقيا الحاج    خادم الحرمين الشريفين يصدر عدداً من الأوامر الملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    أمين العسيري يحتفل بزفاف نجله عبد المجيد    معرض"سيريدو العقاري"أحدث المشاريع السكنية للمواطنين    رحالة فرنسي يقطع ثمانية آلاف كلم مشياً على الأقدام لأداء مناسك الحج    رعاية ضيوف الرحمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك عبدالله غيَّر الصورة المشوهة لبلادنا تجاه معاملة المرأة
نشر في عكاظ يوم 05 - 04 - 2013

أكد عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع أن حوار أتباع الأديان، الذي أسس له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ودعمه، أدى إلى نتائج إيجابية في ما يتعلق بالنظر إلى الإسلام والمسلمين، لافتا إلى أن الشعوب أيقنت أن الدين الإسلامي متميز بالتسامح والعناية بحقوق الإنسان والأخلاق والمسائل التي من شأنها أن تعزز التعايش السلمي بين البشر بغض النظر عن أي ديانة يدينون بها.
وقال في حوار مع «عكاظ» عن الإصلاحات والتحديثات التي أحدثها خادم الحرمين الشريفين إنها من الأمور التي تحمد لمليكنا جزاه الله خيرا في تغيير الصورة المشوهة لبلادنا من أنها تنظر للمرأة نظرة ازدراء ودونية، وهذا غير صحيح، وهذا الاتجاه من خادم الحرمين اتجاه مبارك؛ لأنه منضبط بضوابط دقيقة تمنع أي آثار سلبية.
وأضاف: لا يجوز أن نعترض على أي عمل مباح مخافة أن يؤدي لما لا تحمد عقباه، فقد وجدت الضوابط المطلوبة الكفيلة برعاية المرأة والعناية بها، أما إذا كان اجتهادا مبنيا على تخوفات ومحاذير، فلا يجوز أن نقف دون السير في طريق التطوير بناء على المخاوف والهواجس.
ولفت إلى أن الإساءات التي تلحق العلماء من البعض لم يسلم منها حتى الرسول صلى الله عليه وسلم من أعدائه الكفار أو المنافقين الذين يعلنون الإسلام ويظهرون الكفر، مبينا أن هؤلاء مسيئون لأنفسهم أكثر من إساءتهم لمن يتحدثون عنه، وقال إن مواقع الإنترنت تعج بالكثيرين من أمثال هؤلاء، وكلهم يهرف بما لا يعرف.. فإلى التفاصيل:
• لا تخفى عليكم المسيرة المباركة التي يقودها رائد الإصلاح والتحديث خادم الحرمين الشريفين في الكثير من جوانب الحياة العامة وغيرها.. كيف تقرأون هذه الجهود؟
•• لا يوجد أحد من أهل الرأي والبصيرة يختلف مع هذه الجهود، وأن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تميز بما لم تتميز به عصور أخرى، فهو حفظه الله فتح الباب أمام مجموعة كبيرة كي تكون من عناصر نهضة هذه البلاد وتقدمها، ووجود مجموعة من الفرص التي تحقق لها هذا النمو وهذا التطور.
في مجال التعليم، تعددت الجامعات، وبعد أن كانت تعد على أصابع اليد صارت تعد بالعشرات، والحمد لله، وقد وصل عددها في المملكة بين جامعات عامة وجامعات خاصة قرابة 50 جامعة بحمد الله وفضله. كذلك ما يتعلق بالابتعاث فكان العدد قبل مجيئه بضعة آلاف، والآن والحمد لله بلغ عدد المبتعثين قرابة 130 ألفا في جميع أنحاء البلدان المتطورة والمتميزة بالثقافة والعلم، ولا شك أن هذه مرحلة من مراحل تقدم هذه البلاد وتطورها.
في ما يتعلق بالمواصلات حدث ولا حرج، وكذلك في ما يتعلق بالحرمين الشريفين، فهناك جهود جبارة وغير مسبوقة يثبتها الواقع، كذلك في ما يتعلق بتطوير مجلس الشورى، وهيئة كبار العلماء، وكذلك إنشاء مجلس فقهي خاص بالمملكة ينظر في القضايا الفقهية، سواء أكان في النوازل أو في ما فيه خلاف بين أهل العلم والبحث عن الرأي الراجح من أقوال أهل العلم.
هناك أمر لا ينبغي أن نتناساه هو ما يتعلق بالحوار الوطني أو الحوار الدولي في ما يختص بأتباع الأديان السماوية وتخفيف ما بين أهل هذه الأديان من خلافات قد تصل مرحلة العداء وتشويه بعض الأديان، وهذا أدى نتائج جيدة في ما يتعلق بالنظر إلى الإسلام، وأنه الدين المتميز بالتسامح والعناية بحقوق الإنسان والعناية بالأخلاق والمسائل التي من شأنها أن تعزز التعايش السلمي بين البشر بغض النظر عن أي ديانة يدينون بها.
هذا لا يعني المساواة بين الأديان، بل إن مثل هذا الحوار يعطي الفرصة لتميز الدين الإسلامي حينما تبعد الصور المشوهة لديننا الإسلامي في ما يتعلق بعدله وإنصافه وتسامحه ومحبته الإنسانية، والله تعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين». حينما ننظر إلى هذه المسائل لا شك أنها فتحت أبوابا جعلت المملكة في عداد الدول التي يرجع إليها في أي مشكلة من المشاكل العالمية، ولذلك نجدها دون غيرها من الدول العربية والإسلامية هي البلد الوحيد الذي اختير ضمن مجموعة العشرين الاقتصادية، وهذا يعني أن لها قيمة وثقلا في العالم. هذا الاتجاه والتطور لبلادنا وجد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الذي تميز بالعدل والرحمة والشعور العالي بالمسؤولية تجاه الوطن ومواطنيه.
الملك والشورى
• وهل ما ذكرتموه كان بناء على قربكم منه حفظه الله بحكم أنك مستشار في الديوان الملكي؟
•• في الحقيقة، لا أزكي نفسي ولا أزكي زملائي العاملين معي في هذا الشأن، ولكن في الواقع نحن مستشارون لخادم الحرمين الشريفين فيما يتعلق بأي شأن من الشؤون التي يريد أن يعرف الرأي الشرعي الذي يمكن أن يختاره فيها، وهذا لا يعني أن جميع أمور خادم الحرمين تعرض علينا، بل إن بعضها هو الذي يعرض.
الملك حفظه الله تعالى أخذ بقول الله تعالى لنبيه «وشاورهم في الأمر»، فنحن عندما نرى الديوان الملكي به مجموعة من المستشارين الشرعيين والسياسيين والاقتصاديين وغيرهم، وقد وفقه الله لهذا الاتجاه المبارك، حيث تعددت المبادرات المباركة نتيجة هذا المنهج السليم الذي هو مبدأ من المبادئ الإسلامية وهو الشورى.
إشراك المرأة
• كيف ترى تطوير مجلس الشورى وإشراك المرأة في عضويته، ولا سيما أن هناك قضايا ملحة تخص المرأة بشكل مباشر؟
•• المرأة شاركت الرجل في إبداء الرأي في العصور المتقدمة ولا يقال إن هذا الرأي خطأ، فكم من آراء اتخذت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلام كان للجنس النسوي نصيب كبير في هذه المشورة.
لذلك نقول إن هذا الاتجاه من خادم الحرمين الشريفين لإشراك المرأة لإبداء رأيها في أي شأن من الشؤون التي تحتاج للمشورة، ولا شك أن هذه خطوة مباركة، حيث أكد على وجود ضوابط بحيث تجلس المرأة في مكان خاص خلال إبداء رأيها مع المحافظة عليها وحشمتها وبعدها عن أي شيء يؤثر على هذا الجانب. لذلك نرى أن هذا اتجاه مبارك، ونحن نرى أن المملكة درجت والحمد لله على اتباع مجموعة أمور من شأنها أن تحافظ على أي حق من الحقوق للمواطنين، سواء أكان المواطن رجلا أو امرأة.
مدارس تعليم البنات وجدت والحمد لله وأعطت ثمارها، ولدينا مجموعة كبيرة من فتياتنا صاحبات المستويات العليا في مجال التحصيل العلمي، وهناك كثير من الجامعيات ومن يحملن شهادات عليا بدرجات الدكتوراه، وهناك عميدات للكليات ورئيسات للأقسام وفي مجالس الجامعات.
كل هذا موجود، ولم يؤثر على أي جانب من جوانب عفة المرأة وكرامتها والمحافظة على نفسها. كذلك عندما توجد المرأة في مجالس الإدارات جاءت بالصورة التي تحافظ على عفتها وشرفها ولا تؤدي للاختلاط مع الرجال، وفي نفس الوقت لم يحل بينها وبين إبداء رأيها.
لذلك، فإن هذا من الأمور التي تحمد لمليكنا جزاه الله خيرا في تغيير الصورة المشوهة لبلادنا من أنها تنظر للمرأة نظرة ازدراء ودونية، وهذا غير صحيح، وهذا الاتجاه من خادم الحرمين اتجاه مبارك لأنه منضبط بضوابط دقيقة تمنع أي آثار سلبية.
مواقع التواصل
• لكن كانت هناك آراء عديدة في مواقع التواصل الاجتماعي.. كيف تعلقون على ذلك؟
•• في الواقع أرى أن الغالب من هؤلاء هم في الواقع رجال أهل خير وصلاح وتقوى وتحوط، ولكن هذا لا يعني أن نقول إنهم على حق في هذه الاعتراضات؛ لأنه من حيث التطبيق العملي لم يوجد أي شيء من شأنه أن تكون هناك سلبيات تؤثر على شخصية المرأة وعفتها وحشمتها.
هذا محل احترام ومحل تقدير، وهذه الإجراءات التي تمت اتخذت لها الإجراءات الكفيلة بحمايتها. لذلك فإن هذه الاعتراضات والمخاوف مصدرها التحوط من أن يتطور الأمر، ولكنا نقول لهم إننا فتحنا الباب أمام فتياتنا للدراسة منذ أكثر من 40 عاما، فهل وجد في هذه المدارس ما يدعو للتحوط وأن تعليم المرأة لا يجوز، فقد وجدت هذه المدارس منذ عهد بعيد ولم تؤد والحمد لله إلا إلى تعليم المرأة وتثقيفها رغم وجود اعتراضات على فتح تلك المدارس ووجودها.
لدينا مجموعة كبيرة من فتياتنا الداعيات والمتعلمات تعليما شرعيا والعاملات في الجمعيات الخيرية، واللاتي نفع الله بهن في مجالات مختلفة، ومع ذلك فهن محافظات على أنفسهن والعمل في هذه المجالات.
عمل مباح
لذلك لا يجوز أن نعترض على أي عمل مباح مخافة أن يؤدي لما لا تحمد عقباه، فقد وجدت الضوابط المطلوبة الكفيلة برعايتها والعناية بها. لا شك أننا والحمد لله في طريق صحيح، وإلا ما كان هناك داعٍ لفتح التعليم النسوي الذي أدى إلى توفر الكوادر النسوية المطلوبة للتدريس في المدارس بمستوياتها المختلفة والجامعات، وكل هذا منضبط بضوابط شرعية.
نفس الأمر يتعلق في الوقت الحالي بالإدارة العامة للتعليم عندما كان تعليم البنات في إدارة مستقلة، ثم جمعت الإدارة التعليمية في إدارة واحدة وقوبل هذا الأمر أيضا باعتراضات واسعة مخافة أن يؤدي إلى إفساد المرأة، ومع ذلك والحمد لله لم يحدث في جمع الإدارتين أي سلبيات محل اعتراض.
هناك مرجعية خاصة في الوزارة للتعليم النسوي وإدارة خاصة للتعليم الذكوري ولكن في إدارة عليا واحدة. إخواننا جزاهم الله خيرا ما دفعهم للتحوط إلا الغيرة على البلاد والرغبة في المحافظة عليها، ولكن الاجتهاد يحتاج إلى كثير من التصور وبعد النظر حتى تكون له ثمرته. أما إذا كان اجتهادا مبنيا على تخوفات ومحاذير فلا يجوز أن نقف دون السير في طريق التطوير بناء على المخاوف والهواجس.
المحافظة على الآثار
• زرتم مؤخرا عددا من الآثار ودعوتم للمحافظ عليها، ما دفع البعض إلى القول بأن هذا يعد تراجعا منكم عن مواقفكم السابقة.. كيف تردون على هذه الآراء؟
•• الله تعالى يطالب المؤمنين بالنظر كيف كانت عاقبة الذين من قبلهم. ذهبنا ورأينا أن هذه الآثار كانت محل حضارات تجاوز أمرها لغاية أنها كفرت بالله وجاءت بما لم يحبه الله ويرضاه فكان عاقبة أمرها أن أخذها الله وأفناها.
عندما نذهب وننظر في الآثار ألا يوجد في ذلك عبرة؟ طلبنا من الجهات القائمة على أمر السياحة أن تصاحب أعمالهم ندوات ومحاضرات ويتم توزيع أشرطة وإعطاء توجيهات على أساس توضيح أمور أصحاب تلك الحضارات وما حل بهم نتيجة كفرهم. هذا سبب من أسباب التدبر والنظر وتطبيق قول الله تعالى «قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين»، والله تعالى يقول «وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم».
هذه عبرة من الذين كانوا قبلنا وقد سكنا في مساكنهم ورأينا ما حل بهم من عقوبات. كذلك يجب علينا أن نحافظ على سمعتنا كمسلمين وعرب، فعلماء التاريخ والآثار العالميون ينظرون إلى الجزيرة العربية على أنها بلاد تخلف، وأن مستواها الفكري والحياتي والأخلاقي متدن وأنها ليست ذات حضارة.
إذا حافظنا على هذه الآثار وأظهرناها لهم للتأكيد على أن بلادنا بلاد ذات حضارات عريقة، وأنها سبقت ما هم عليه نكون قد حافظنا على سمعة بلادنا. هم من العصور الوسطى وليست لهم حضارات عريقة.
هذا الجهد ينطلق من أمرين؛ الأول أننا نوجد مجال الدعوة لمن زار هذه المواقع لأخذ العبرة والنظر، والثاني أننا نرد على من يتهم بلادنا بأنها بلاد بداوة وتخلف.
وتدن في الأخلاق والتعامل مع بعضنا البعض.
لذلك ينبغي أن نحافظ عليها. إخواننا الذين يعترضون على هذا الأمر جزاهم الله خيرا يقولون إن المحافظة على هذه الجوانب قد يصاحبها تعلق بها من حيث العبادات كما تعلق الأولون بالأصنام والأوثان، لكن الأمر مختلف في هذه المرة، والقول بأن المحافظة على الآثار قد يؤدي لأمور تعارض العقيدة غير صحيح، فالناس تطوروا في أفكارهم ونظرتهم للأمور وكافة اتجاهاتهم، ولا نتصور أنه سيكون هناك شيء من هذا القبيل.
تعظيم الرسول
• قبل فترة طرح مشروع لتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم عبر وضع بعض المجسمات التي تحكي تفاصيل حياته، هناك من انتقد هذا المشروع لأسباب معينة.. ما رأيكم أنتم؟
•• عند الحديث عن رسولنا صلى الله عليه وسلم يجب أن نعي بجوهر حياته، وهذا لا يتعلق إلا بالدعوة ونشر سنته عليه الصلاة والسلام. والنبي عليه أفضل الصلاة والسلام قال «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة». والعلماء قالوا إن من أحيا سنة كانت ميتة.
لذلك ينبغي علينا العناية بدعوته صلى الله عليه وسلم وما وجه به وبسيرته في ما يتعلق بتأمله ورعايته للدعوة وأدائه الأمانة وإبلاغه الرسالة. ما الفائدة من قول إن هذا قدحه صلى الله عليه وسلم وهذا حذاؤه، وهذا ثوبه؟.
اتباع السيرة
نحن في حاجة لتوجيهاته وتعاليمه صلى الله عليه وسلم. فهو بشر يأكل ويمشي وينام ويصحو. المطلوب أن نتتبع تعاليمه وسيرته وتوجيهاته والأمور المتعلقة بدعوته وقوله وفعله وتقريره وكل ما يتعلق بالدعوة لتحقيق هذه العبادة.
هذا هو وجه اعتراض مجموعة من إخواننا على التعلق بهذه الأمور التي لا علاقة لها بالدعوة. ما الفائدة إذا عرفت أن هذا قدحه أو شبيه له، ما الفائدة من ذلك؟ نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم محل احترامنا وتقديرنا، ويجب أن تكون محبتنا له فوق كل محبة «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله والناس أجمعين». هذه محبته التي يجب أن تكون متعلقة بالدعوة وبكل ما يعزز هذا الدين.
اتهامات وأحاديث
• هناك اتهامات طالت عددا من العلماء، وصلت حد التكلم في دينهم وفتاواهم.. كيف تنظرون إلى هذه الاتهامات؟
•• هذا الاتجاه الذي تشير إليه لم يسلم منه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وجد من أعدائه سواء الكفار أو المنافقين الذين يعلنون الإسلام ويظهرون الكفر الكثير من الحديث عنه وعن أصحابه.
لكن الذي يتحدث هو في الواقع مسيء لنفسه أكثر ممن يتحدث عنه، لأنه وقع في الغيبة والنميمة والافتراء، ومن يتحمل هذه الذنوب هو من يأتي بها. من يتصرف مثل هذه التصرفات ضار لنفسه في المقام الأول ونافع لمن يتحدث عنهم. فأهل العلم لهم توقيرهم ومكانتهم وجهودهم في مجالات التوعية والعلم والفتوى والبحوث. ويأتي هؤلاء ليصنفوهم ويقولوا إن هذا كذا وذاك كذا. العلم وطلبه فضل من الله لمن يشاء. هذه المواقع الشبكية تعج بالكثيرين من أمثال هؤلاء وكلهم يهرف بما لا يعرف ولكن الحق يعلو والباطل يذهب.
تجييش العواطف
• لكنهم يجيشون العامة عبر مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.. ما تعليقكم؟
•• لا نريد أن نعطيهم أكبر من حجمهم، وإذا حسبنا عددهم لا نجد أنهم يمثلون واحد إلى 10 آلاف من أفراد المجتمع وهؤلاء أصحاب أهواء. نحن على ثقة بأنهم لا يسمع لهم إلا أمثالهم وهم قلة وعندما نجد مناداة بمظاهرات واعتصامات وكلها تبوء بالفشل والندامة والخسارة. والله سبحانه وتعالى يقول «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة وجادلهم بالتي هي أحسن» الجدال مع النصارى فكيف يكون الأمر مع من هم من نفس دينك وملتك؟
كذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة» قيل لمن؟ قال: «لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم». النصيحة لا تكون بالتشهير بهذا، والقول إن الأمير أو الوزير الفلاني مخطئ. هل هذه نصيحة أم فضيحة؟ هي بالتأكيد فضيحة، حتى لو كان جوهرها صحيح لا يمكن أن يقبلها من ينصح ما دامت بهذا الأسلوب.
الله تعالى يقول لرسوله موسى وهو متجه إلى فرعون «فقولا له قولا لينا». هذا مع فرعون وهو أكثر الناس كفرا، ومع ذلك يطالب الله نبيه عليه السلام بأن يخاطبه بطريقة طيبة. لا بد أن تكون النصيحة بأسلوب جيد وأدب كبير ومبنية على قصد المصلحة والبعد عن أسلوب الفضائح.
أحاديث استراحات
• لكن هناك مسيئين من نوع آخر يرمون العلماء بأنهم منحصرون في قضايا المرأة وأن فتاواهم لا تتجاوز ذلك.. كيف تعلقون؟
•• قلنا إن هؤلاء متفرغون لأحاديث الاستراحات والاجتماعات. العلماء صاروا محل سخرية ويهاجمهم الكثيرون بالتجريح. أكثر عباد الله علما نالهم من هذه الأوصاف التي تطلقها جراثيم المجتمع الهدامة.
الاقتصاد الإسلامي
• ظهر في الفترة الأخيرة من يتهم العاملين في مجال الاقتصاد الإسلامي بأنهم يأكلون أموال الناس ويشرعون لذلك باسم الإسلام، هل هذا صحيح؟
•• هذا مثل الافتراءات التي تحدثنا عنها. من يقول بهذه الافتراءات هل يتحدثون عن علم، أم من باب اختلاق القضايا والمشاكل؟
من يقول إنه أكل لأموال الناس بالباطل وبغير الحق، وأن العاملين في مجال الاقتصاد الإسلامي من الكاذبين نقول لهم: أين الدليل؟ «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».
من يتحدث ينبغي أن يبرز دليله، وليس على أساس قال الناس. إلا إذا كان إمعة يتبع قول الآخرين، سواء أكان حقا أو باطلا. من يملك الدليل فليتحدث، ومن لا يملكه فليمسك لسانه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.