تحت أسلاك الضغط العالي وما تحمله من مخاطر، وفي مشهد لا يخلو من غرابة، يتجمع المئات لممارسة البيع والشراء في سوق تداخلت نشاطاته بين أعلاف وماشية، ومحلات غاز، وورش إصلاح، ومسلخ، وحراج سيارات، كلها في مكان واحد، ولا يبعد كثيرا عن شركة الكهرباء ومحطة الوقود في تيماء. عدد من مواطنيها تحدثوا ل«عكاظ» مناشدين الجهات المعنية في تيماء بنقل الأسواق بعيدا عن الخطر القائم، طالما استحال تغيير خطوط الخط العالي، ويشير المواطن نواف العنزي إلى أن الأمطار غالبا ما تكون مصحوبة بزوابع رعدية وعواصف ورياح قوية من الممكن أن تتسبب بوقوع واحد من أسلاك الضغط العالي، فالخطر قائم والأسواق المحيطة مهيأة للاشتعال في أية لحظة. وأوضح المواطن فهد الشمري، أن مدخل المحافظة من جهة المدينة يعد واجهة جميلة بكل المقاييس، حيث امتاز بالحدائق والأزهار والأشجار الباسقة التي تعطي للزائر انطباعا جميلا عن تطلع الأهالي لمستقبل أفضل لمدينتهم الحبيبة، إلا أن وجود سوق الأغنام والأعلاف على مدخل المحافظة يشوه المظهر الجمالي. يشاطره الرأي المواطن علي العنزي، مبديا اندهاشه من تواجد سوق الأغنام والمواشي والأعلاف بالقرب من أحياء الخبراء والمتنزه الأثري، ما يزكم أنوف أهالي هذه الأحياء نتيجة الروائح المنبعثة التي تجلب الأمراض، خاصة أن الحظائر لا تبعد كثيرا عن منطقة العمران. وفي سياق ذي صلة يؤكد المواطن خالد الفهيقي قرب ورش المنطقة الصناعية وإصلاح السيارات من سوق الأغنام والمسلخ، فيما لم يخف الفهيقي قلق الأهالي من حدوث كارثة بيئية تعود آثارها السلبية على أهالي الحي نتيجة ما تبثه هذه الأنشطة من روائح كريهة ودخان واحتراق زيوت، وما تشكله من مخاطر على الصحة بانتشار الأمراض الصدرية والأوبئة، مناشدا الجهات المعنية بإيجاد حلول سريعة لحماية سكان الأحياء القريبة من المخاطر العديدة التي تحيط بهم. من جانبه أوضح ل«عكاظ» الناطق الإعلامي بالدفاع المدني في منطقة تبوك العقيد ممدوح سليمان العنزي، أن الإدارة خاطبت الإمارة والبلدية بشأن خطورة موقع سوق الأعلاف والماشية بالقرب من الضغط العالي، لما يشكله من خطورة بالغة على قاصدي المكان وأهالي الأحياء المجاورة، لافتا إلى أن بلدية تيماء أرست مشروع نقل الحراج بالكامل لمكان أفضل منذ سنة ونصف، إلا أن الحال لم يتغير. كارثة بيئية يرى مواطنو تيماء أن تواجد ورش إصلاح السيارات وسوق الأغنام والمسلخ يهدد بحدوث كارثة بيئية تعود آثارها السلبية على الجميع نتيجة ما تبثه من روائح كريهة ودخان ناتج من احتراق الزيوت، ما يشكل خطرا على الصحة العامة.