امتد تلوث كورنيش جدة لقتل الثروة البحرية السياحية فتعمد الإنسان بطريقة الجهل والعشوائية بقتل وتسميم مياه الكورنيش من خلال التلوث الكبير من مياه الإفرازات البشرية على رأسها الصرف الصحي. فأصبحت البيئة السياحية البحرية مهددة بالكوارث الكبيرة بعد أن توجه الإنسان إلى التخلص من مخلفاته في ساحل الكورنيش التي ينتجها الإنسان وبكميات كبيرة جدا وبمحتويات خطيرة وقاتلة ومدمرة للبيئة الساحلية. وقد سبق أن حذر أستاذ علم البيئة في كلية علوم البحار في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور علي عشقي من الاقتراب من كورنيش جدة والتعرض للطحالب التي تتواجد على سواحل الكورنيش والتي توازي 100 ضعف التلوث الموجود في العالم حسب إحصائيات الدكتور علي. وأكد الدكتور عشقي أن الطحالب مؤشر على أن بحر كورنيش جدة ملوث بمياه الصرف الصحي، وأضاف أن هناك أنواعا من هذه الطحالب تسمى « ثنائية الأصوات » تحمل مواد سامة تشل الجهاز العصبي فاحذروا الاقتراب من شاطئ كورنيش جدة تفاديا للشلل حسب علوم ومراجع الدكتور عشقي. هذه الطحالب تفرز مواد سامة وقاتلة، وثبت علميا أن البخار الناتج عن هذه الطحالب يؤثر على المشاة بجانب الكورنيش ويسبب لهم حساسية وأزمات تنفسية وطفحا جلديا. واليوم نشكر القائمين على تطوير كورنيش جدة في إنشاء نوافير في بحيرة النورس التي شأنها ضخ مياه البحيرة الملوث بالمواد السامة القاتلة من الصرف الصحي في هذه البحيرة من داخل الماء وتحويله إلى جزيئات دقيقة تنتشر عبر الهواء مباشرة إلى صدور ورئات زوار الكورنيش ليستنشقوها بدلا من هواء نقي. ووفقا لما ذكره الخبير الدكتور عشقي لا سمح الله قد يعاني الزائر والمترفه في كورنيش جدة من عواقب صحية من ضمنها الشلل لا قدر الله. وإذا زرت هذه البحيرة ترى بأم عينك هذه الطحالب وقد كونت بساطا يغمر كامل سطح البحيرة من جراء تلوثها بماء الصرف الصحي. هذا من الرأي الأكاديمي أما رأي المسؤولين عن حماية البيئة، فقد أكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وجود 30 أنبوبا لتصريف مياه الصرف الصحي إلى ساحل كورنيش جدة. وفي بعض المواقع من الكورنيش الجديد تم رصد تغير لون المياه إلى اللون البني مع انبعاث روائح كريهة تصدر عادة من مياه الصرف الصحي على امتداد الشاطئ ، خاصة في منطقة مشروع تطوير كورنيش جدة الجديد. وقال الخبير البيئي سامي محمد علي الغامدي: ملوثات البحر عديدة وتشكل مخلفات الصرف الصحي المصدر الرئيس. ومن جهته أشار الخبير البيئي عبد المحسن فاروق إلى أن نتائج التلوث تتمثل في الإصابة بالعديد من الأمراض مثل: الالتهاب الكبدي الوبائي، النزلات المعوية، والالتهابات الجلدية، ومضار الجهاز العصبي. هذا من منطلق الرئاسة . أما على المستوى الدولي فقد ذكر جون هولدرن، كبير مستشاري الرئيس أوباما العلميين في البيت الأبيض للجودة البيئية أن مياه الولاياتالمتحدة الساحلية تعتبر حيوية لنوعية حياتنا وثقافتنا واقتصادنا. فحينما تصب فيها كميات هائلة من الصرف الصحي فإن أعدادا غير عادية من الطحالب تتكاثر ثم تتحلل الطحالب بفعل البكتيريا التي بالتالي تنضب المياه من الأوكسجين وتتحول إلى مفاعل كيمائية سامة للبشرية .. والله من وراء القصد. للتواصل ( فاكس 6079343 )