هل نحن جادون حقا في محاربة الفساد في مجتمعنا..؟! وهل نحن راغبون في العمل على تطوير أوجه الحياة في بلادنا؟ وهل نحن حريصون على تحقيق مجتمع الفضيلة.. والعمل.. والإنتاج.. وصناعة المستقبل الأفضل؟! وهل نحن أيضا.. عازمون على ترسيخ قواعد العدالة والمساواة بين الناس، والقضاء على كل مظاهر الظلم.. والتمايز أيا كانت أسبابها ودواعيها وظروف تشكلها؟! أسأل وأنا أدرك أن كل فرد فينا معني بمثل هذه الأسئلة.. ومطالب بالإجابة عليها.. وأسأل وأنا أعرف أن هذه الإجابة مطلوبة من كل فرد فينا.. لأننا شركاء في هذا الوطن.. ومسؤولون عن كل الظواهر السلبية أو أوجه النقص التي تلاحظ فيه.. وما يؤلمني حقا.. هو أن الجميع يشكو .. والجميع يتهم.. والجميع يشكك.. والجميع يلوم.. فإذا كنا جميعا نتهم غيرنا بالقصور.. ونلقي تبعات الفساد.. والتخلف.. والأخطاء على الآخرين ولا نكون منصفين في ذلك.. ونبرئ أنفسنا من كل التبعات.. فكيف يمكن الوصول أو الحصول على المجتمع الذي نتطلع إليه.. وإلى العدالة التي نطالب بها .. وإلى المساواة التي نتحدث عنها.. وإلى التغلب على المظاهر والظواهر السلبية التي نشكو منها.. إن الإصلاح الذي ننشده.. لا يمكن تحقيقه إذا لم يتحقق مبدأ الشراكة في الغنم وفي الغرم.. ولعل البداية الصحيحة لكل ذلك هي.. أن يحاكم كل منا نفسه وأن يسألها بكل أمانة.. وصراحة.. وشفافية.. عن دورها في الكثير مما نعاني منه.. لأنه إذا كان المواطن يشكو.. والمسؤول يشكو.. وصاحب القرار يشكو.. وصاحب المظلمة أو الحاجة يشكو.. فأين هو المتهم أو المتسبب في ما نشكو منه.. والشيء المؤكد هو، أن هناك خللا لم نستطع اكتشافه حتى الآن.. وأن هذا الخلل هو الذي يجعل حالة عدم الرضى.. والتذمر.. والشكوى.. تطغى على كل ما عداها، رغم أننا بلد ومجتمع لا ينقصه الكثير مما يتطلع إليه الآخرون ولا يجدونه في بلدانهم وفي حيواتهم.. فهل تقول لنا الجامعات ومراكز الأبحاث.. ودوائر السلطة.. أين تكمن المشكلة.. ولماذا يحدث هذا؟ *** ضمير مستتر: من يبحث عن الحقيقة يجدها.. ومن لا يريد الوصول اليها.. فإن عليه أن يتحمل مسؤولية تجاهله لها. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]