في هذا الزمن نعتقد يقينا أننا لو شاهدنا حالا تتكرر تكررا أليما نواجهها بنوع من عدم اللامبالاة كوننا يئسنا من الأمل وتغير الحال، منذ عشرات السنين ونحن نصرخ ونتألم مما يفعله بعض التجار السعوديين في جعل حياتنا تبدو صعبة للغاية، كل ما يحلم به بعض تجارنا هو سلب آخر ريال في جيوبنا، تزداد ثرواتهم وتزداد معاناتنا، كلما سمعوا عن زيادة في مرتبات المواطنين تسابقوا على زيادة الأسعار دون حسيب ولا رقيب، وزارة التجارة أصبح دورها محدودا للغاية في الحد من جشع بعضهم ومغالاته في الأسعار دون أسباب منطقية، آخر مثال على ذلك قبل يومين من كتابة هذا المقال، في زيادة أسعار الحديد مع انخفاض سعره في جميع دول العالم مع أننا من أكبر الأسواق العالمية المنتجة للحديد، عدم استقرار أوضاع الاقتصاد العالمي قلل من نسبة الطلب على الحديد مما تسبب في انخفاض سعره، إلا أن بعض تجارنا لا يكترثون لذلك بل إنهم يطالبون وزارة التجارة بالسماح لهم برفع أسعار منتجاتهم من حديد التسليح والمنتجات الأخرى بواقع 50 دولاراً للطن متحججين بارتفاع أسعار البليت المستورد، هذا الطلب الذي علق عليه أحد المستثمرين بقطاع المقاولات والإنشاءات بأن سوقنا المحلي خاضع لمزاجية التجار! وهو تعليق يختصر معاناتنا مع تجارنا، مزاجية تجار بلدنا تولدت نتيجة عدم وجود ضوابط للأسعار رغم أن زيادة الأسعار دون مبرر حقيقي من قبل أي تاجر جريمة يعاقب عليها القانون في الكثير من الدول، يستطيع أي بائع بسيط أن يضع الأسعار التي تحلو له ليصبح بعد فترة من التجار الذين يتحكمون في أرزاق الناس، كل العلاقات التي بين المواطن والتاجر تميل لصالح التاجر، فالتجار لهم المزاجية وحرية التصرف كما يحلو لهم، متناسين أن ثروتهم ما هي إلا من جيوبنا ودعم دولتنا لهم، تجارنا يمنحونك شعورا بأنهم مواطنون من وطن غير وطنك! [email protected]