ثقافة الفرد عادة ما تقاس على مدى إحرازه من التواصل العلمي وذلك يكمن عن طريق تلقيه لتلك الثقافات والمعلومات، والمحور الأساسي يتمركز عند مدى فاعليته مع الملقن. ومما لا شك فيه أن المرحلة الجامعية في حياة المتعلم تعد من أهم المراحل حيث من المفترض أن تكون مختلفة عن نظام المدرسة وسبل التعامل مع أساتذته. ففي التعليم الجامعي يكون التواصل مستمرا مابين أستاذ المادة وطلابه بأكثر من وسيلة من وسائل التكنولوجيا الحديثة القابلة للتطوير، ولأن أكثرية الطلاب يعتمدون على التقنية بجميع أشكالها في حياتهم اليومية؛ تواصلت العقول بحثا عن منهجيات تغير في الروتين الدراسي القائم على الكتاب والتأشير، فتطور المعنى لمفهوم التعليم ليكون تعليما جامعيا إلكترونيا بديلا للورق في وسط هذا التطور التكنولوجي المساير والمسهل لقضايا حاجات البشرية. وفي ظل وجود وتطور الوسائل التعليمية التكنولوجية بتطبيقات مناسبة ومسهلة للعملية التعليمية بانعكاس للفكر التربوي والبعد عن الروتين في التعليم والتلقين المعتاد واستبدالها بالطرق الإلكترونية في التدريس، ظهر موقع الدكتور مازن خيرو (مدرس بلا ورق www.emazin.net) بهدفه الأساسي المعلن وهو إكرام الطالب كبداية مثمرة لطريقة جديدة للتعليم وبداية لطريقة حضارية يتواصل من خلالها المجتمع الطلابي بإمكانيات عالية وبخدمات متميزة جدا جاذبة للطلاب. فهو يقوم بخدمة الطالب أثناء تواصله في مرحلته الجامعية بمعرفة أهم الأخبار المتعلقة بالمواد وفك قيود التعامل المحصورة المعتادة من قبل المعلمين التقليديين. كما يشغل الموقع مقررات الطالب ومساحات تعبيرية لدى الطلبة من حيث إبداء آرائهم ومقترحاتهم يشاركونها مع أستاذهم مما يبعث جوا من الأريحية بعيدا عن المخاوف، وحب التفاعل وتبادل الحوار في إطار حيوي يسوده الاحترام دون تكلف من قبل الطلاب، ومن جهة الطرف الآخر الإصغاء وتقبل مشاركاتهم بكل ترحيب وتواضع، بعيدا عن التعامل الجاف المعتاد من قبل الآخرين؛ فيكون سببا وعاملا للتحفيز المنشط للعملية التعليمية، وبما يقدمه أيضا من خدمات واسعة، مسايرة لعقول شبابية تغني عن أولويات غير محسوبة كتنبيه الطالب بالأخبار والواجبات والمحاضرات الجديدة المتعلقة بمقرراته عن طريق إرسال رسالة نصية إلى هاتفه المحمول. وبما أن مؤسس الموقع شخصية فذة أساس اهتمامه شؤون طلابه فمن الطبيعي أن يبدع في مجال اهتمامه لموقعه كاهتمامه بطلابه، حرصا منه على إفادتهم في جميع أمورهم التعليمية، حقيقة نلمسها ولا نسمعها، فلقد وجدت فيه تعليما قياديا يسعى لاستخراج عقلانية الطالب في أمور التعامل مع مناحي الحياة، فعرف كيف يصنع التواصل مع طلابه بطريقة مختلفة عن باقي الأساتذة، وأدرك أن لكل جيل سماته في التعامل، وأن التعليم ليس فقط مجرد ورق. سحر عدنان المختار