ملفات خدمية مهمة في انتظار الجولة التفقدية لأمير منطقة مكةالمكرمة لمحافظة القنفذة التي تنطلق اليوم، إذ يترقب أهالي المنطقة الزيارة الخامسة للأمير خالد الفيصل بكثير من التطلعات والآمال العراض في أن تسفر عن تدشين مشاريع خدمية جديدة من شأنها أن تقدم لهم الخدمات المطلوبة، وكذلك تحريك ما أسموه ب «المشاريع المتعثرة». ويعول أهالي القنفذة على زيارة الأمير خالد الفيصل، والتي وصفوها بالتاريخية والمهمة، خاصة عندما يتفقد الأمير خالد الفيصل القطاعات الحكومية المختلفة، ويقف على المشروعات والخدمات التي وجه بتنفيذها خلال زياراته السابقة، مشددين على أنها ستؤتي ثمارها على أرض الواقع، وقالوا إن الفيصل دائما ما يقف على كل صغيرة وكبيرة فيما يخص خدمة المواطنين والرقي بمستواهم المعيشي والصحي والخدمي، وأنه يتابع بنفسه إزالة جميع المعوقات التي تحول دون حدوث ذلك. ولعل أبرز ما تحمله الملفات الخدمية المهمة في أجندة تطلعات المواطنين العديد من المشروعات التي يطالبون باعتمادها وأخرى بسرعة تنفيذها منها مشروع المطار الاقتصادي الذي اعتمدت مخصصاته المالية في ميزانية العام الحالي وما زال خارج نطاق التنفيذ، على الرغم من إعلان رئيس هيئة الطيران المدني السابق عبر الصحف في مارس من العام الجاري في أن الهيئة أكملت إعداد التصاميم الأولية لجيل المطارات الاقتصادية التي تمتاز بتكلفة إنشائية منخفضة لخدمة بعض المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة. كما يرى الأهالي أن رفع كفاءة الرعاية الصحية والخدمات البلدية وإنشاء جمعية للمزارعين تقوم على تسويق المحاصيل الزراعية من أبرز تطلعاتهم. ويشتكي أهالي القنفذة من تردي الخدمات الصحية، مطالبين بضرورة الاهتمام بهذا القطاع الحيوي والمهم، مشيرين إلى النقص في التخصصات الطبية المهمة، حيث يوجد مستشفى وحيد يخدم نحو مليون ونصف المليون نسمة، إضافة إلى النقص في الكادر الطبي في المراكز الصحية المنتشرة في مراكز المحافظة، والتي تعد من أهم المعوقات التي تواجه المرضى. واعتبر عدد من الأهالي أن الخدمات البلدية لها نصيب الأسد في أجندة التطلعات والآمال لديهم، لافتين إلى أن أبرزها المنح السكنية المتعثرة في عدد من المراكز منذ ما يزيد على 10 سنوات، كما يقول حسن العلوي الذي يؤكد أنه تقدم منذ سنوات في طلب منحة سكنية ما زال ينتظرها إلى الآن. وعن معاناة بعض القرى من مخاطر السيول التي تداهم المنطقة عند هطول الأمطار بسبب تعثر مشاريع درء مخاطر السيول التي تقوم على تنفيذه البلدية، يقول إبراهيم الخالدي من أهالي قرى غرب وادي حلي: «تتكرر معاناتنا عند هطول الأمطار فالسيول المنقولة من مرتفعات عسير تقطع علينا الطرق الرئيسية، مما يؤثر على الأهالي، لاسيما المرضى الذين يعانون عند سلوكهم للطرق البديلة حين مراجعتهم للمستشفى، فضلا عن مشكلة زحف الرمال التي أرقت سكان القرى والهجر». واعتبر الأهالي أن محافظتهم غنية بالمنتجات الزراعية المتنوعة، نظرا لانتشار المزارع التي تنتج سنويا الأطنان من المحاصيل الزراعية المتمثلة في الفواكه والخضروات بأنواعها، وكذلك النباتات العطرية، الأمر الذي يرى معه المزارعون أن هناك حاجة ماسة لإنشاء جمعية تعاونية للمزارعين تقدم نشاطات ذات جدوى اقتصادية، وتقوم على إزالة العوائق التي تعترضهم وتهتم بتسويق منتجاتهم الزراعية. ويشير كل من إبراهيم السيد وخالد عبدالكريم وخالد موسى إلى أن ميناء القنفذة يحتل مكانة تجاريه كبيرة يشهدها التاريخ، فقد كانت تستورد من خلاله المحاصيل الزراعية والمنتجات ويتم توزيعها إلى مدن الجزيرة العربية وخارجها، ما يدل على الأنشطة التجارية الكبيرة لهذا الميناء، وقد أدى ازدهار الميناء في السابق إلى ازدياد كثافة السكان في القنفذة وظهور بيوتات تجارية كبرى، خاصة أن قوافل التجارة كانت تنطلق من القنفذة إلى القرى والهجر والمدن البعيدة، معبرين عن أملهم في عودة الميناء وإحياء سيرته الأولى لتنشط الحركة التجارية في المنطقة وتكون رافدا قويا للمشاريع الاستثمارية. وأشار عبيد المحمودي إلى أن محافظة القنفذة تقع على مصاب العديد من الأودية، كاودية حلي ويبه والأحسبة وشيع، ما جعلها منطقة غنية بالغابات والأشجار الكثيفة التي تعتبر درعا طبيعيا أمام زحف الرمال، وكذلك حماية للسكان من موجات الغبار الموسمية، وقال في هذا الخصوص إن هناك ممارسات غير مشروعة بدأت تلوح في الأفق لمجهولين تهدد بتقلص الرقعة الخضراء وتنذر بالتصحر مع تناقص أشجار الغابات. وأوضح المحمودي أن المجهولين يحتطبون في وادي حلي بغرض التكسب من بيعهم للأهالي والمطاعم والمطابخ، ويتم ذلك باقتلاع الأشجار من جذورها عن طريق جرها بالسيارات، ما يتسبب في موت الأشجار نهائيا، مشيرا إلى أن مئات الأشجار تم اقتلاعها من وادي حلي، لافتا إلى أن تلك الممارسات غالبا ما تتم في الليل. ويأمل كل من حمود العمري وعمر الغبيشي وأحمد المعشي أن تكون في زيارة الأمير خالد الفيصل توجيهات صارمة للقضاء على تلك الممارسات.