صعدت الخلافات بين عدد من أطراف العمل الفني الموسمي في رمضان من حدة الأسئلة بين المشاهدين وبين الإعلاميين في كل المناسبات وعلى طاولات الإفطار والسحور، إذ تمددت الأسئلة العامة بين جمهور الشاشة من السؤال المعتاد سنويا: أيهما أفضل طاش أم «بيني وبينك»؟ لينضم إليه سؤال أكثر حدة وتنافسا، أيهما أفضل «بيني وبينك» أم «سكتم بكتم»؟ وبدا هنا التساؤل مشروعا لكثير من الأسباب يأتي في بدايتها وآخرها الخلاف الذي طرأ بين النجم فايز المالكي وحسن عسيري قبل أشهر بعد أن عملا معا في الأجزاء الثلاثة الأولى من «بيني وبينك» في الأعوام الماضية، والذي جاء على إثره انفصال فني كان له سوءاته المتمثلة في خسارة المشاهد لعمل مشترك بين نجمين جيدين في حياض الكوميديا المحلية، وكان من إيجابياته ظهور عمل جديد على شاشة القناة الأولى «سكتم بكتم» يواجه في مستواه ما تقدمه شاشة MBC من برامج رمضانية، الكل كان يحاول المفاضلة بين العملين أو النجمين وهنا خطأ كبير يقع فيه من يحاول المفاضلة بين الحالتين، ففايز المالكي وصل إلى قلوب الناس وبسهولة بفضل موهبته، وحسن عسيري وصل باجتهاده إلى أعين الناس ويحاول الوصول إلى قلوبهم ساعيا بكل ما يملك من موهبة وجهد لاحظ جهد ، وهو جهد لم يستطع كثيرون تحقيقه أو بذله ممن كلفوا بإدارة الإنتاج، في إمبراطوريات وشبكات إعلام كبيرة مثل MBC، لذا تصعب المفاضلة بين النجمين. هذا من جانب، ومن جانب آخر كل أو معظم برامجنا الرمضانية أعمال «متصلة منفصلة» أي أن كل حلقة تحكي موضوعا مختلفا بقضه وقضيضه ليس له علاقة بما سبق أو ما يلي، وهذا الأمر يلغي صحة طرح السؤال أيهم أفضل «طاش» أم «بيني وبينك» أم «سكتم بكتم» أم «مزحة برزحة» أم «فينك» وغيرها من الأعمال المحلية الرمضانية؟ إذ ليس من المعقول أن نقول هذا العمل أفضل من ذاك بينما نستطيع القول: إن حلقات من طاش كانت على مستوى أكثر من رائع، مثل حلقة «محاولة البحث عن أخوال البطلين في لبنان» والحلقة الأكثر نقدا وأهمية حلقة ضياع الأبناء بسبب تعدد الزوجات لقليلي وليس محدودي الدخل؟ الذي ما أن يجد ألفي ريال إلا ويعاوده التفكير في الزواج مجددا، كذلك الحلقة التي تناولت الفساد وحلقة السعودة وحلقة الحجازي فؤاد التي تألق فيها ناصر مع يوسف الجراح، وفي الوقت جاءت بعض الحلقات أكثر من مملة وقاتلة لوقت المشاهد، الأمر ينطبق على «بيني وبينك» فالمستوى في الفكرة والأداء الذي كان في حلقة «واحد ما يدري» لم يتكرر كثيرا رغم أن المسلسل أحدث ارتفاعا في مستواه العام بجهود وعطاء مجموعة العمل فيه. وفي المقابل استطاع فايز المالكي أن يخطف بريقا جديدا وإضافيا من خلال «سكتم بكتم» وانطبق عليه أيضا موضوع التباين في جودة الأفكار وفي مستوى التنفيذ، وفي برنامجه أو مسلسله «فينك». قدم فيصل يماني نجوم عمله: تركي اليوسف، رانية محمد، جميل علي، مروة محمد وغيرهم بشكل جيد دخل فيه منافسا لما هو في الساحة الرمضانية وبدرجة تسمح له بالبقاء في هذه المساحة التلفزيونية رمضانيا. الجديد الذي أطل على المشاهدين كان مسلسل «لورنس» وهو الذي جاء غريبا بشكل ملفت، حيث إن فكرة جلب هذه الشخصية من المواقع الإلكترونية وتحويلها جعله شخصية محبوبة للتعامل الإيجابي وفي فترة قصيرة جدا هي رمضان، بعد أن كان محبوبا في المواقع الإلكترونية ولكن لتعامله سلبا مع المجتمع. هناك بعض الملاحظات التي طفت على سطح أعمالنا التلفزيونية المحلية هذا العام واجتمعت في مختلف البرامج والمسلسلات، منها التشابه الكبير في الكتابة لهذه الأعمال والتناول، فبدا واضحا أن ورشة العمل فيها واحدة فالأسماء في هذه تكاد تكون واحدة، فأولاد المدهش سعد وعبد العزيز المدهش وعلاء حمزة وغيرهم موجودون في كل عمل، والتشابه الموجود بين الأعمال كان متطابقا، مثل حلقة الفساد في «طاش» و «بيني وبينك» وكان لعامل المصافة في عرض العملين في نفس اليوم أكثر لفتا للتشابه. أيضا إدخال المقام السامي في كل صغيرة وكبيرة في هذه الأعمال لم يكن بالأمر العاقل ... دعونا نقول لم يكن بالتصرف العاقل لا من نجوم هذه الأعمال ولا من كتابها ولا من الرقيب، في نفس الوقت كان يجب أن لا يكون هناك استخدام مباشر لمثل هكذا نقاط سامية، والملفت أكثر أن ذلك تكرر كثيرا في مختلف الأعمال. وأهم ما يمكن أن يلفت إليه، أن بعض الأفكار كانت في هذه الأعمال أقوى بكثير من تناولها وتنفيذها. أيضا يحسب من تجارب الموسم الرمضاني الحالي ارتفاعا جيدا في مستوى أداء الممثلين ونجوم الشاشة في اجتهاداتهم.