بشكل غير عادي، تناقلت المنتديات يوم أمس الخبر الذي نشرته الصحف عن تحذير أمير الجوف الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز لمسؤولي المياه والكهرباء في المنطقة بأن تكرار مشكلة انقطاعات الماء والكهرباء سيجعله يقدم على قطع هاتين الخدمتين عن منازلهم ليشعروا بمعاناة المواطنين، مؤكدا أن الماء والكهرباء من أبسط وأهم حقوق المواطن.. الخبر لم يكن بارزا جدا، ولم يتصدر الصفحات الأولى، وتزامنت معه أخبار لا حصر لها، قراءة وحفظا وإرسالا، وتعليقا، فما دلالة ذلك يا ترى؟! من النادر أن يواجه مسؤول تحذيرا بهذا الشكل، معظم المسؤولين عن خدمات المواطنين لديهم احتياطي استراتيجي من المبررات والأعذار الجاهزة لحالات الطوارئ والمساءلة إن حدثت، وغاية ما يمكن أن يواجهوه لا يزيد على عتب شفوي، أو توجيه خطي بالعمل على تفادي ما حصل، وانتهى الموضوع. لكن تصوروا لو كان مدير المياه يذوق نفس المعاناة حين تجف صنابير المواطنين، ومدير الكهرباء يقضي وقته في لهيب الحر حين ينقطع التيار، ومدير الطرق يدفع تكاليف إصلاح سيارته (الخاصة) حين يقودها في شوارعنا، ومدير المستشفى لا يجد جناحا ولا سريرا لأحد من العائلة أو الأصدقاء في مستشفاه، ومدير محطة الخطوط الجوية لا يجد مقعدا مجانيا على أية رحلة يختارها، ورئيس البلدية لا يجد من يزيل النفايات المتراكمة أمام منزله، و.. و.. و... إلخ.. تصوروا لو حدث هذا، هل سيتمادى أحد في تقصيره وتهاونه أو في اختراع الأعذار الجديدة كل مرة؟! كأني بالأمير فهد بن بدر أراد أن يقول لأولئك المسؤولين إن العين بالعين والسن بالسن، ذوقوا ما تفعلونه بالناس رغم كل الأموال الطائلة التي تدفعها الدولة على هذه الخدمات الأساسية.. ماذا لو دخل هذا النوع من الجزاء في نظام تأديب ومجازاة الموظفين؟! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة