هل من الضروري لأي مسؤول في أي جهاز من أجهزة الدولة أو أية مصلحة من المصالح الحكومية التي لها علاقة خدمية بمصلحة المواطن التي تنعكس آثارها على الوطن أن يصاب بمكروه أو بحادث يدير عنقه ويذيقه شيئا من المرارات التي يتجرعها غيره من المواطنين على يديه وبسبب تطنيشه وعدم سماعه لتوجعاتهم وقسوة معاناتهم على مرأى ومسمع منه دون أن يعير أدنى انتباه لتلك المرارات والتوجعات والمعاناة مكتفيا باسترخائه على كرسيه الوثير المدعوم بصلاحيات السلطة التي منحت له أساسا من أجل المواطن والعمل على راحته ورفاهه؟ أسأل مرة أخرى: هل من حق هذا المسؤول أو من هم على شاكلته أن يذيقوا الآخرين مر العذاب وأسوأ التعاملات والمماطلات؟ الذي جعلني أطرح هذه الأسئلة وأسئلة أخرى لا تتسع المساحة لطرحها هو ذلك العنوان المتربع على جبهة الصفحة الأخيرة من عدد هذه الجريدة الصادر يوم الثلاثاء الموافق 24/7/1431 ه ونص العنوان كالتالي: «حادث رئيس البلدية ينهي معاناة السكان».. وتحته يقول كاتبه: «تسبب حادث مروري لرئيس بلدية «.....» إحدى محافظات الجنوب أخيرا في أحد الميادين في إنهاء أزمة السكان المطالبين بتعديل طريق أحد الميادين منذ عشرة أعوام دون أن تنظرها الجهات المعنية.. وحسب قول رئيس المجلس البلدي في تلك المحافظة: إن المواطنين طالبوا عبر شكاوى عديدة بتصحيح هذا الطريق الذي تسبب في حوادث كثيرة ولكن أحدا لم يلتفت لشكاواهم».. أعتقد أن عبارة «الطريق الذي تسبب في حوادث مرورية» ولمدة عشر سنوات تفوح من خلالها روائح الموت ومآسي الكثير من المفجوعين بأبنائهم وذويهم ولكن تلك الروائح كما يبدو لم تستنشقها حاسة شم رئيس البلدية لأنها كانت بعيدة عن جدران مكتبه الوثير المدثر بالأناقة وأجهزة التكييف، ولم تستعد قدرتها على اختراق تلك الجدران العازلة إلا بعد أن حدث له ذلك الحادث المروري الذي أيقظه من سبات الاطمئنان وأشعره بأن الحوادث المأساوية لا تفرق بين مواطن عادي تمزقت حبال صوته من الاستغاثة والمطالبة بحقه وحق الوطن وبين مسؤول يتجاهل سمعه أنين المكلومين وصراخهم. في ختام هذه السطور أكرر السؤال نفسه الذي بدأت به كتابتي هذه: هل من الضروري أن يصاب بعض المسؤولين ممن وضعت الدولة حفظها الله الأمانة في أعناقهم بمكروه يوقظ في دواخلهم إنسانية الإنسان أم أنهم سيظلون يعتقدون أن المسؤولين أرواحهم «غير» ؟!. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة