بأي حال عدت يا مونديال

حقيقة

• نحن على أعتاب ساعة الصفر لانطلاقة كأس العالم في جنوب أفريقيا، والجميع متأهب ومعد العدة للاستمتاع بجماليات فنون كرة القدم على أصولها، التي اعتدنا على مشاهدتها كل أربعة أعوام؛ لتذيب جل المنافسات التي تدار عجلتها ما بين مونديال وآخر، وتمحو من ذاكرتنا ما يسمى بمنازلات الكر والفر التي لم نخرج منها إلا بملل كروي وتعصب لجنونها وإفساد لروح الرياضة وخدش جمالها..
• فمشاهدة مباراة من فصيلة مباريات كأس العالم روشتة كافية للقيام بفلترة حاسة الذوق الرياضي لدينا، وتجديد عهد المتعة والإثارة مع الفن الحقيقي الذي تخلقه المستديرة لعشاقها في كل مكان..
• عندما تتابع البرازيل سيدة العالم «كرويا» والأرجنتين وإنجلترا وآخرين من صناع الفرح على المستطيل الأخضر، فأنت تقوم بعملية تجميل لخصوصيتك الرياضية بعد أربع سنوات من الترهل..
• منافسات كأس العالم هي أجمل لحظات التسامح التي تترقبها الشعوب المسالمة في عالم اتسم بالضجيج لتجد من خلالها متنفسا لصراعات محبطة باتت تكتنفنا من كل الزوايا، بسبب ارتفاع حالة الاختناق في صدورنا لما يحدث لإخواننا في غزه. وأسلم طريق نسلكه للبعد عن معترك الحياة الصاخب الذي أنهكته الأزمات المالية المتتابعة في أقصى مشارق الأرض ومغاربها لينقل إلينا ما تبقى من إفرازات العولمة من أمراض سكنت عقولنا قبل أن تصيب أجسادنا، ومع ذلك نظل متفائلين بهذا الكرنفال العالمي، ومرددين «بأي حال عدت يا كأس العالم»، على غرار ما قاله أبو الطيب المتنبي في العيد.
• على مدار 80 سنة، وفعاليات 18 بطولة عالمية، سبعة منتخبات فقط استطاعت أن تسجل أسماءها في القائمة الشرفية لهذه البطولة بحروف ذهبية، ولم تستطع المنتخبات الأخرى كسر الاحتكار المونديالي، وإنما تحضر وتغادر دون أن يسمع لها صوت..
• إذا أردت أن تعرف مقدار طموحات المنتخبات العربية فانظر لمشاركاتها المخجلة في كأس العالم، فعلى مدار 80 عاما لم يتمكن منتخب عربي من تجاوز الدور الثاني، ومع ذلك نصنف لاعبينا بالنجوم، وأحيانا نمنحهم ألقابا عالمية على حساب من سطر المجد في بلاده، ونتغنى بمباريات ودية لا تسمن ولا تغني من جوع..
• فالمسألة طموح.. فإن كشفت عن طموحك في كأس العالم؟ تستطيع أن تحدد وقوفك بين كبار المونديال!
• من تابع منافسة مصر والجزائر على بطاقة التأهل لكأس العالم وما واكبها من أحداث دراماتيكية يتصور أن المتأهل سوف يسعى لإزاحة البرازيل وإسقاط فرنسا وحرمان الأرجنتين من كأس العالم، بينما