أفردت مجلة غربية راقية صفحات كثيرة من عددها الأخير قبل يومين لإجابات عشرات الشخصيات على سؤال وحيد وجهته إليهم وهو: ماذا تفعل إن حصلت على 24 ساعة تفعل وتمارس خلالها كل ما تشاء؟ قرأت الموضوع بفضول شديد لأنني توقعت أن أجد إجابات خطيرة وثقيلة. أو على الأقل أن أقرأ كلاما عجيبا وغريبا وربما مفيدا. غير أن الإجابات كانت مفاجئة. قال رجل إنه في حاجة شديدة إلى المال، ولذلك سيطلب الحصول على المال الذي يريده، والمفترض أن يكون هناك بنك خاص لهذا اليوم! ووجد رجل آخر أنه سيتزوج امرأة في غاية الجمال. لكنه اشترط أن توافق على أن تطلق منه في الغد. وتخيل رجل نفسه طفلا، وقال: صدقوني إن هذا أجمل شيء في الدنيا أن يكون الإنسان طفلا حرا من كل شيء يضحك كما يريد ويبكي في أي وقت يعجبه ويأكل ما يشتهى وحياته كلها لعب ومرح ونوم في حضن الأم ودفئها. وعلى عكس هؤلاء وجد رجل أنه سوف يخصص هذا اليوم للانتقام! فسينتقم من كل المديرين الذين اضطهدوه وعذبوه وطلعوا عيونه، ثم سينتقم من كل الذين خانوه وخدعوه وكذبوا عليه !. أظن أن الإنسان يحتاج إلى شهور وربما العمر كله وليس يوما إذا احتاج إلى الانتقام عموما! واعترف رجل طماع أن يوما واحدا لايكفيه أبدا. فهذه الساعات قليلة جدا في نظره ولاتكفي لتحقيق ولو أمنية واحدة عنده، فما بالك بباقي الأمنيات! وعلى عكس الرجال وجدت النساء اللواتي سئلن في المجلة إن يوما واحدا يكفي وربما يزيد. وبصراحة وجدت الكلام نوعا من المبالغة. فقد قالت المرأة الأولى إنها لاتريد في هذا اليوم سوى اقتناء كل ملابس وماكياجات وإكسسوارات وأحذية وغيرها الموجودة في أرقي محلات الأزياء العالمية. بس غالي والطلب رخيص! وطلبت امرأة أخرى أن تكون رجلا لمدة يوم لتعرف كيف يتصرف الرجال أولا، ولكي تمارس الرجولة خلال اليوم حسب مزاجها! وقالت امرأة متواضعة على ما يبدو إنها تريد الكثير من المال. وعندما سألتها المجلة وماذا سوف تفعلين بالمال ؟ أجابت: لاشيء..لاشيء .. الإحساس بأنني ثرية لمدة يوم واحد يجلب لي السعادة والرضا.. وطبعا الأحلام الكثيرة! ياسلام!. في النهاية.. هناك رغبات كثيرة وصغيرة وأيضا متواضعة بحيث يستوعبها يوم واحد، لكنها صعبة وعنيدة أحيانا أخرى بحيث تحتاج لعشرات السنين لتحقيق ولو جزء منها!. [email protected]
