البداية من منزلي عندما اشتعلت توصيلة كانت موصولة بالتيار الكهربائي، حينها أسرعت لألتقط صورة لهذه التوصيلة، والتي لا تعدو أن تكون منتجا من تلك التي ضخت للأسواق بلا رقيب يتفقد جودتها أو مطابقتها لاشتراطات السلامة. منتجات رديئة بعضها إن سلمت من خطورته، فلن تسلم من عطبها وتلفها سريعا. أحرقت مطبخي كاملا أحمد سالم العتيبي (28 عاما) قال: في الأحياء الشعبية تباع تلك المنتجات الردئية لرخص ثمنها، هذه التوصيلات أكاد أجزم أنها سبب رئيسي في العديد من الحرائق، ذلك أنني أحد ضحايا تلك التوصيلات، فقد اشتريت العام الماضي توصيلة من محل في الحي بعشرة ريالات، اشتريتها كحل مؤقت حتى إحضر منتجا كهربائيا آخر عالي الجودة، وضعت التوصيلة في المطبخ، ومن فضل الله تعالى أنني في ذلك اليوم كنت مدعوا وأسرتي لوليمة عند قريب، وحدث أن ذابت أسلاك التوصيلة، وحرقت المطبخ كاملا والثلاجة، وأضطررت لدفع ثمانية آلاف، من أجل إعادة ترميم المطبخ وشراء مستلزماته، لقد بقيت أكثر من شهر ونصف بلا مطبخ. دموع المشاهدة يضيف سعد محمد العتيق (37 عاما) قائلا: لا أبالغ إذا قلت بأنني صاحب أكثر التجارب خسارة مع المنتجات الرخيصة، والتي تمتلئ بها أسواقنا، كل المنتجات الرديئة، تتكدس في تلك المحال، والتجار وجدوها فرصة لاستغلال ظروف الناس وإغرائهم برخص أثمانها، لكن لدي الاستعداد لشراء قطعة ولو بألف ريال مقابل ضمان سلامتها على أسرتي. ويضيف العتيق البداية أنني احتجت لشراء جهاز تلفزيون (20 بوصة) ووجدت نوعية معينة في أحد محال كيلو 14، وكان بمبلغ لا يتجاوز ال ( 220 ) ريالا، السعر مغر رغم أن البائع أبلغني بموطن صناعته، اشتريته وكنت ألاحظ في بداية الأمر أنني مصاب بصداع مع سقوط بعض الدموع من عيني عندما أمكث فترة طويلة أمامه، ولكن سرعان ما أدركت أن السبب يكمن في الجهاز وأن الأعراض لا وجود لها، إلا عندما أكون أمامه، وعندما تأكد لي سوء أعراض الجهاز، أعطيته لحارس العمارة، ولم يمض على مشاهدة الرجل للتلفزيون سوى أربعة أيام، حتى أبلغني بنفس الأعراض التي واجهتني. ينبه فيصل هادي القحطاني إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر قائلا: السوق كل شيء موجود فيه، الأقل والأعلى جودة، ويفترض أن يحكم المستهلك عقله في الإنتقاء، ويضع سلامته وأبناءه نصب عينه، ولا يغره رخص المنتج، فالمسألة ترتهن بالمستهلك أولا وأخيرا. يشاطره أحمد عبد المنعم في ضرورة توخي الحذر، أما علي إسماعيل الشرعبي فيقول: لخبرتي في هذا المجال، فمن المؤلم أن بعض المستهلكين يطلب هذه النوعية من الأجهزة أو التوصيلات، ويرفض النوعية الجيدة أو التي فيها سلامته وأطفاله، فهو للأسف يعلم أنه ربما حدثت كارثة لاستخدامها، لكنه يتجاهل، كما أن مثل هذه التوصيلات الأقل جودة لا تحتمل الأجهزة ذات الحمل الكبير، وإنما هي مخصصة لتوصيل أجهزة أعباءها خفيفة. أنقذنا ابن الجيران محمد ناصر اليزيدي (34 عاما) يحكي قصة جهاز رديء بقوله: اشتريت تلفزيونا بسعر رخيص جدا، وماركة غير معروفة، ولم يمض على تشغيله تسعة أيام، حتى تسبب في إصابتي وأسرتي بالذعر، وكاد يفتك بنا ونحن نيام، ففي آخر الليل فوجئت بابن جارنا، يطرق الباب بعنف يريد إيقاظنا، وما إن سمعت الطرق، لم أستطع التوجه للباب، فقد كان الدخان يملأ المكان، أيقظت أسرتي، ومن الشباك الخلفي لإحدى الغرف أخرجتهم، أحمد الله أن الموضوع كان بداية لحريق، وكل ذلك الدخان انطلق من شرارة من تلفزيون كان موصولا بالتيار الكهربائي، وبعد انقشاع الدخان وجدت الجهاز قد ذاب هيكله الخارجي من شدة السخونة، وكان في طريقه للاشتعال، وكان أول عمل إخراج كل المنتجات الكهربائية رديئة الصنع من بيتي، ولم أترك شيئا منها حتى الغسالة والفرن؟ عبد الله إبراهيم السندي (31 عاما) يتحدث عن التوصيلة التي اشتراها لجهاز لعبة ابنه الإلكترونية، حيث قال: طلب ابني شراء توصيلة بسبب تلف الأخرى، التي اشريتها قبل أيام، وعرجت على محل ليلا ولم أجد غير تلك النوعيات الرديئة التي تملأ الأسواق، اشتريتها وأحسست أن بإمكاني تمزيق أسلاكها لليونة أسلاكها، لم يكن أمامي خيار عدا أن اشتري التوصيلة وأوصلها ابني بجهازه، وكعادة الصغار في الإجازة بقي مستيقظا على تلك اللعبة حتى الفجر، وفي السادسة أيقظني وهو يرتجف، والسبب أنه مد أسلاك تلك التوصيلة على كراسي المجلس من «الفيش» الكهربائي، ومع الوقت ارتفعت حرارة التوصيلة، وبدأت بحرق قماش المجلس ليتصاعد الدخان، وشعر ابني بارتفاع ألسنة اللهب وإمتدادها لستارة القماش، لم يكن أمامه خيار سوى الهرب وإيقاظي، فأطفأت النار، كل هذا حدث في وقت وجيز، على إثرها تخلصت من التوصيلة. التوعية بالأصلي علي محمد علي الهندي المتخصص في مجال الكهرباء، يقول: أغلب الأجهزة والتوصيلات والأسلاك في البيوت من النوع الرخيص، فمعظم الحرائق تنتج من هذه المنتجات، كما أن هناك إمكانية كبيرة لحدوث صعق كهربائي، لأن الأسلاك المستعملة في هذه الأجهزة تذوب بمجرد فركها باليد، لهذا لابد من الابتعاد عن مثل هذه الأجهزة والتوصيلات، والبحث عن الأصلي ذي الجودة العالية والماركة المعروفة.