ترجع بعض المصارد أن تاريخ النكتة وهي (الطرفة القصيرة) يعود إلى العصر الإغريقي ويذكر أن بلاميدوس بطل (حرب طروادة) هو أول من اخترع النكتة، حيث كان في أثينا نادٍ كوميدي يجتمع فيه الناس لإلقاء وسماع النكات. ومن أشهر كتب الطرائف في تاريخنا العربي كتاب (أخبار الحمقى والمغفلين) ل أبوالفرج الجوزي، و(البخلاء) للجاحظ، وقد تمرحلت النكتة وتشكلت بحسب ثقافات المجتمعات وهمومه ومناسباتهم المختلفة وتجذراته القبلية أو العرقية. ويعتمد فن النكتة على صياغة المفارقات بتكثيف اللغة بأقل قدر من الكلمات الملغومة بما تعج به تفاصيل الحياة اليومية حتى وإن تجاوزت (تابوه) المسكوت عنه أو حدود الألم، وما أجمل أن نحيل الألم إلى ابتسامة! وفي بلادنا ذات التركيبة الديموغرافية المتعددة، والمناطق المتباينة ثقافة وعادات وممارسات حياتية، تخلق النكات الطازجة أحيانا على حسب سلوكيات القبيلة أو على وقع مناسبة معينة. وأحيانا تؤلف على ألسنة بعض المتعاطين والمنحرفين سلوكيا وهذه الفئات تكون النكات عليهم من أطرف وأظرف مايقال! وخلال هذا الشهر أعادت لنا هذه الرسائل أنفاس وإحساس أصدقاء لم نسمع أصواتهم منذ زمن غارق في الحلم والعصافير الملونة! فالبعض استثمرها لتكريس ثقافة( أنشر تؤجر) والبعض استطاع أن يروج للعطر والشعر، والأغلبية الساحقة الماحقة أمطرتنا بسيل من النكات المتعددة النكهات المصنوعة صناعة محلية! وهكذا يؤكد أننا شعب يصنع النكتة بحسب الأزمات والمناسبات المفرحة والمحزنة، ومن الحزن والأسى ينمو فن النكتة الساخرة التي تجعلك تضحك بحزن شفيف! ومع ضغوطات الحياة اليومية وطحنها المتسارع لكل ماهو جميل في أرواحنا، أصبحنا نحتاج لمقاومة كل هذه الجحافل القاتلة والمدمرة بالضحك وإشاعة الفرح، سيما وأن الأبحاث الطبية قد اثبتت أن الضحك يعالج الكثير من الأمراض العضوية والنفسية، وأثبت هذا العرض المجاني إن صدقت الروايات بأننا ننافس إخواننا المصريين في صياغة وخلق وتحوير النكات التي تحاكي أفراحنا وأتراحنا، وتتناغم مع جمالياتنا وتشوهاتنا الاجتماعية على حد سواء.. ويكفي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة