لست وحدك يا صاحب السمو من أرسلت العيون دموعها تنساب، أو ظلت في العينين محبوسة دون انسياب.. فدموع تغرورق أقسى على النفس من دموع تتقاطر أو دموع تسيل.. الدنيا بأسرها هلعت قلوب شعوبها عند سماع الخبر قبل أن تهطل منها الدموع.. والكل فتش عنه يوم المحنة وقال (وينه) كما قالها شقيقك سمو الأمير خالد «وين أنت» حينما تلفتت دروس المخاليق وهم يواروه ثرى العود.. وما تزال للآن تتلفت بتلهف أمم وشعوب تسأل عنه عندما تحل كارثة بأمة العرب أو أمم مسلمة تعبد الله.. في النائبات التي بالمنطقة حلت أو عند بروز أنياب العدو وتكالب الأعداء.. أكاد أقول بكل الصدق دون غرض أو رياء أو نفاق لو مد الله في عمره لما آلت بأمة العرب صراعات أودت بقيم، وأضاعت حقوقا، ونسفت بناء كان يرمرم القوي الأمين كيانه المتصدع بتؤدة ورؤية وإباء.. لا أريد أعدد ما صنع واعد.. في ذلك رجوع للوراء.. والعودة لما مضى في حكم ما يقال ويتردد دون جدوى تفيد أو رجاء يتحقق.. ويسير خادم الحرمين عبد الله على النهج بصدق وعزم لأن ما يتبعه من القلب ينبع أو من صفاء النفس الصادقة يشع ويلمع.. سدد الله خطاه وهيأ حوله البطانة الصالحة الرشيدة الأمينة بإخلاص ووفاء.. ورحم الله فقيد الأمم وباني المجد وإخوان الشهيد من سبقه أو خلفه وكانوا جميعا على الدرب يسيرون.. وأعظم الله الأجر للمؤسس الذي أرسى قواعد البناء.. وإلى الله وحده نتجه بالأمل والرجاء، وله وحده نوجه صادق الدعاء. خلف عاشور