إقبال الشباب على الإنترنت نتيجة للفراغ العاطفي

سؤال يحيرني ولا أستطيع الإجابة عنه، أتمنى من لديه علم يفيدني، فلدي ابن عمره 25 سنة تخرج في الجامعة، وكان في مراحل دراسته غامضا جدا حتى أنه أوهمنا أنه يدرس البكالوريوس في الجامعة لأتفاجأ بعد 7 سنوات من الدراسة أنه يتخرج بالدبلوم.
أنا وفرت له جميع الإمكانيات من سيارة وفلوس ووظيفة مسائية أثناء الدراسة، لقد صدمت بتخرجه بدبلوم في الجامعة، وحين سألته ولم يجاوبني إلا بأن معدله منخفض، وأراد أن يتخرج بالدبلوم وعلى ذلك سكت والشكوى لله.
ومع ذلك، إلا أنه متعال علينا في البيت ولا يعتبر لنا أي دور في حياته وجالس لوحده عند النت ولا يجلس مع إخوته، كما أنه ليس لديه أصدقاء محددون.
والسؤال: هل الزواج ممكن يعقله ويعدل من وضعه، أم أنني أتركه وشأنه أم أعرضه على متخصص نفسيا.
** بداية أود أن تعلم سيدي الأب أن الإنسان يولد بقدرات نفسية وعقلية، تطورها البيئة والإمكانيات، وهذه القدرات تتفاوت فيما بينها بين الإنسان والآخر، ربما استطاع ابنك الحصول على دبلوم وليس بكالوريوس، لكن يمكن أن يكون لديه قدرات أخرى جيدة وبارعة في الحياة أيضا، كمهارة إدارة الأعمال أو التجارة، وتصميم برامج الكمبيوتر وهندستها، لذلك فابنك متميز بما وهبه الله، لكن عليك التقرب منه ومصاحبته لتتعرف على رغباته باحترام حتى وإن كانت رغبات تافهة.
هذه الخطوة الأولى أن تقتنع بما لدى ابنك من ميول واهتمامات.
الخطوة الثانية: عليك أن تدرك أن إقبال الشباب على النت ناتج من فراغ عاطفي أسري، يبدو أن سنوات ابنك كانت حافلة بالكثير من المشكلات التربوية، أنا معك أنك وفرت له الماديات المناسبة، لكن أين أنت من ابنك في ظل هذه الماديات، كثير من الآباء والأمهات يعتقدون أن أهم شيء في حياة أبنائهم هي جلب المال وتزويدهم بإمكانيات الرفاهية، لكن الأهم من ذلك الحب الأسري الدافئ. امنح ابنك الحب الأسري الدافئ مهما تعالى عليك.
الخطوة الثالثة: مسألة الزواج أخشى لو أنك عرضت عليه الزواج أن يزيد في تعاليه، وتظلم زوجته معه، أقترح أن تضع حدا لهذا التعالي وهذا الدلال الزائد عن الحد الطبيعي. اجلس مع ابنك جلسة حوار من أب راشد لابن راشد واطرح في الحوار كل النقاط التي تؤلمك منه، وأخبره أنك تحدثه لأنه راشد وناضج وأنك لن تقبل منه إهانة أي أحد في الأسرة ولو بأي أسلوب كان، عليه أن يعتمد على نفسه من الآن فصاعدا.
هذا هام جدا ليدرك ابنك قيمة الأسرة، ولا تتعاطف معه بسرعة، ساعده بأن يحيا رجلا له كرامة وعزة.
* مستشارة في موقع المستشار