سوريا ترحب بقرار الحكومة الأمريكية القاضي برفع العقوبات عنها    خادم الحرمين وولي العهد يهنئان رئيس دولة إريتريا بمناسبة ذكرى استقلال بلاده    الداخلية: ضبط (13118) مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    الجوازات: وصول 890,883 حاجًا عبر المنافذ الدولية حتى نهاية الجمعة 25 / 11 / 1446ه.    76 ألف وفاة سنويًا بسبب "تسمم الحمل" حول العالم    الشؤون الإسلامية" تستقبل حجاج البحرين بأجواء ضيافة سعودية عبر جسر الملك فهد    إنقاذ 260 عاملا علقوا داخل منجم للذهب في جنوب إفريقيا    ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بتعرفات بنسبة 50 بالمئة    الخليج بطلاً لكأس الاتحاد السعودي لكرة اليد للمرة العاشرة في تاريخه    الحاجة منيرة: جدي حجّ على قدميه لمدة عامين    ارتفاع عدد ضحايا هجوم في محطة قطار مدينة هامبورج إلى 17 مصاباً    الداخلية تصدر قرارات إدارية بحق (20) مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج    الأسفلت المطاطي المرن.. ابتكار هندسي يُحسّن راحة الحجاج ويعزز الاستدامة    أميركا ترفع رسمياً العقوبات عن سوريا    استقبال أولى طلائع الحجاج بمطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز في ينبع    أمانة تبوك وبلدياتها التابعة تكثف جهودها لخدمة ضيوف الرحمن بأكثر من 2500 جولة رقابية وأكثر من 43 الف هدية    بمتابعة وإشراف سمو أمير منطقة تبوك مدينة الحجاج بحالة عمار تقدم خدمات جليلة ومتنوعه لضيوف الرحمن    نادي المنطقة الشرقية الأدبي ينظم ملتقى الكُتّاب السعوديين بالتعاون مع إثراء ويسلم "جائزة الموقف الأدبي" للفائزين بها    ضمن تصفيات كأس العالم .."رينارد"يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي البحرين وأستراليا    توخيل يُفسر استدعاء إيفان توني    "الدرعية" تنضم لقائمة "الوجهات العالمية الصديقة للبيئة" لعام 2025م    رئيس البرلمان العربي يستقبل ولي عهد الفجيرة ويهنئه بمناسبة تكريمه في اليوم العربي للاستدامة    «أهلاً بالعالم .. لكن بثقافتنا وعلى طريقتنا»    شركة المنطقة الخاصة اللوجستية المتكاملة تحصد جوائز الخدمات اللوجستية السعودية 2025 لتميزها اللوجستي    تجمع القصيم الصحي يشغّل مركز مدينة حجاج البر لخدمة ضيوف الرحمن    قوات أمن الحج تُفعّل طائرات مسيّرة وتقنيات حديثة لضبط المخالفين    "سباهي" يطلق المعايير الوطنية للجودة والسلامة في مستشفيات المشاعر المقدسة    ريال مدريد يعلن رحيل أنشيلوتي رسميا    ماريسكا يلمح لاستبعاد بعض نجوم تشيلسي من «مونديال الأندية»    جامعة جازان تقر برامج ماجستير جديدة وتعتمد ميزانية 2026 والتقويم الأكاديمي للعام المقبل    محافظ صبيا يكرم اللجنة الإعلامية لمهرجان المانجو والفواكه الاستوائية بنسخته ال 21    والد الزميل سالم الأسمري في ذمة الله    إمام المسجد الحرام: الابتلاء تكفير للذنوب ورفعة في الدرجات وعلى المسلم الصبر والاحتساب    دراسة نوعية تكشف دور المحتوى المتخصص في تشكيل هوية رقمية موثوقة ومتفاعلة    النصر يحسم مصير عبد الإله العمري    تجمع القصيم الصحي يطلق خدمة العلاج الكيميائي بالمنزل لمرضى الأورام    مركز التنمية الاجتماعية في جازان ينفذ ورشة عمل بعنوان "إدارة المشاريع التنموية"    موعد كأس السوبر السعودي 2025-2026    %16 تراجعا في الصفقات العقارية    أمير منطقة تبوك يرعى حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها ال ٣٨    أمير منطقة جازان يستقبل المهنئين بتعيينه أميرًا للمنطقة    مخبأة في شحنة طاولات.. ضبط أكثر من (1.5) مليون قرص من مادة الإمفيتامين بالرياض    السكري تحت المجهر: فهم الحالة والوقاية    مركز الملك سلمان للإغاثة يُسيّر الدفعة ال17 من الجسر البري الإغاثي السعودي لمساعدة الشعب السوري    علامة HONOR تكشف عن سلسلة HONOR 400 Series بكاميرا 200 ميجابكسل مدعومة بالذكاء الاصطناعي و AI Creative Editor الرائد    تدشين إصدار أحمد فلمبان.. «الفن التشكيلي السعودي في ذكرى التسعين»    السجن والغرامة ل12 مخالفًا نقلوا أشخاصًا بدون تصاريح حج    القيادة تعزي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان في وفاة حمد النعيمي    أمير الرياض يطلع على الأعمال الميدانية والرقابية ل" الأمانة"    فلسطين تتهم إسرائيليين بإطلاق النار على وفد دبلوماسي    دعوة للتحرك لإيجاد حل عاجل.. تحذيرات أممية ودولية من تفاقم الأزمة الإنسانية باليمن    تحرك سعودي فاعل.. وضغط غربي على إسرائيل.. صرخات أطفال غزة توقظ العالم    إبداعات" إثراء" تسطع في" داون تاون ديزاين الرياض"    تزامنا مع العام الثقافي الصيني- السعودي الأول .. افتتاح الصالون الإعلامي «الزيارة الودية على خطى تشنغ خه»    ملابس للاستخدام المتكرر بنكهة البرتقال    حفاظ وحافظات جمعية خيركم يشكرون نائب أمير منقطة مكة وسمو محافظ جدة    المكانة لمن يستحقّها    بحضور محافظ الطائف ..العدواني يحتفل بتخرج نجله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رَصْدُ الانتقالات من الشفاهي إلى الكتابي يهيمن على أوراق ملتقى «قراءة النص 21»..
نشر في عكاظ يوم 05 - 02 - 2025

ناقشت الجلسة الثانية من فعاليات الدورة ال21 من ملتقى قراءة النص، الذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، «التاريخ الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية بين الشفاهية والكتابية»، قدمها الدكتور ياسر مرزوق؛ إذ شارك الدكتور صالح معيض الغامدي، بورقة تعقب فيها «جهود محمد القشعمي في تدوين السير الذاتية السعودية الشفوية»، هادفاً من خلالها إلى دراسة السير الذاتية الشفوية التي قام القشعمي بتسجيلها وتدوينها، مع محاولة الإجابة عن بعض الأسئلة المهمة ومن أبرزها: ما معايير اختيار الشخصيات التي عني القشعمي بتدوين سيرهم الذاتية؟ وما هو المنهج المتبع في تسجيل هذه السير؟ وهل حافظت السيرة الذاتية الشفوية على ملامحها في الصيغة المسجلة أو المدونة؟ وما أبرز الإشكالات التي تواجه انتقال النص الشفوي السيري إلى نص مكتوب، وغيرها من الأسئلة والقضايا المرتبطة بهذا الموضوع. معتمداً في ورقته على المصادر والمراجع المكتوبة، إضافة إلى لقاء شخصي مع الأستاذ محمد القشعمي تضمن طرح بعض الأسئلة عليه حول هذه الجهود التي قام بها في مجال جمع السير الذاتية الشفوية وتدوينها.
• أما الدكتور أحمد صالح الطامي فذهب في بحثه إلى رصد «تجليات التاريخ الثقافي في يوميات الشيخ محمد العبودي»، مستهدفاً بذلك استجلاء ما تحمله يوميات الشيخ محمد بن ناصر العبودي من تسجيل لحركة التطور الثقافي في جوانبها التعليمية والفكرية والاجتماعية كما سجلها قبل أكثر من 80 عاماً في يومياته، التي نشرها في ثلاثة مجلدات موسومة ب«يوميات نجدي».
معتبراً أن العبودي يعد رائداً من رواد كتابة اليوميات -بمفهومها العلمي، الأجناسي- في الأدب السعودي. مرتئياً أن أهمية اليوميات الكبيرة والمتنامية - إلى جانب كونها أصلاً انعكاساً لفكر الكاتب وتأملاته وأحاسيسه ومواقفه- تعود لأسباب عدة، من أهمها: أولاً، كونها تسجيلاً حيّاً للتاريخ الاجتماعي والثقافي والسياسي لزمن كاتب اليوميات. وثانياً، مصداقيتها وصراحتها، فهي كتابة في أصلها يكتبها الكاتب لنفسه خاصة وليس في نيته نشرها أو إطلاع غيره عليها. وثالثاً، أن اليوميات تقربنا إلى الحياة اليومية لمجتمع الكاتب، وللناس العاديين والبسطاء الذين تصور اليوميات حياتهم وسلوكياتهم. ورابعاً، ومع الوقت، تزداد أهمية اليوميات كلما زاد تقادمها لتصبح تسجيلاً تاريخيّاً نفيسّاً ليس فقط لكاتبها وأسرته وإنما لزمانه وثقافته. كاشفًا في ثنايا بحثه في «يوميات نجدي»، جانباً تفصيلياً مهماً في تاريخ التطور الاجتماعي والثقافي والتعليمي في المملكة كما عايشه الكاتب في مدينة بريدة في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري.
• ويذهب الدكتور سعود بن حامد الصاعدي إلى مناقشة «جدلية الشفاهي والكتابي في ثقافة الصحراء»، من خلال نار المرخ وتوطين الحكايات، ممهداً لذلك بإشارة لمفهوم التوطين بقوله: يبدو التوطين في دلالة من دلالاته شكلاً من أشكال الكتابة، فهو باعتبار جذره المعجمي يعني الإقامة والسكن، ومعنى أن يقيم الشيء أي أن يستقر فتكون له حدوده، وذلك ما تعنيه الكتابة في جذرها اللغوي؛ فالفعل: كتب في معنى من معانيه المعجمية يعني: الرسم والخط، والجمع والضمّ، والرسوم في أصلها هي الحدود، وكذلك الجمع والضم في دلالتها المقاربة لما يؤول إليه معنى الوطن. إذاً، فالتوطين من جهة والكتابة من جهة أخرى هما أن تضع حدوداً للمكان وحدوداً للكلمات، وعلى هذا فالمكتوب محدود ببداية ونهاية تجعله في معنى الوطن، أو هو توطين للكلمات ونقل لها من فضائها الشفاهي المطلق إلى فضائها الكتابي المقيَّد.
ويتابع مضيفاً: وعلى هذا الأساس التأصيلي تبدو فكرة التوطين منسجمة مع الكتابة، فالهِجَرُ والتجمعات السكنية، والقرى، والمدن، كلها أشكال من أشكال الكتابة في بعدها الحضاري؛ لأنها أحد تمثلات الكتابة في معناها النصي المرسوم بحدود لها بداية ونهاية، ولها شكل قارّ في بنية راسخة في التصور. وهذا المعنى لا نجده في المستوى الشفاهي الذي تنطلق فيه الكلمات حرة كالظباء في الفلوات، ذلك أن الصوت بطبيعته الفيزيائية ينتهي فور بدايته، فهو بلا حدود ولا قيود، وهو ما يجعل تقييده بالرسم الكتابي نوعاً من التوطين أي منحه حيّزاً مكانياً لا يغادره يكون له بمثابة الوطن.
خالصاً إلى القول: هكذا يبدو توطين الكلمات في نار المرخ، حين تنتقل الحكايات من حيزها الشفاهي المطلق، إلى حيز شفاهي مقيّد بآلة التسجيل.
• وركزت الدكتورة إيمان بنت أحمد العوفي، على «البودكاست»؛ إذ جاءت ورقتها تحت عنوان الشّفاهيّة الجديدة بين تواصل النّصّ وتداخل النّسق، متضمنة «قراءة في ثقافة التّدوين الصّوتيّ Podcast»، كاشفة في ثناياها عمّا أنتجته الشّفاهيّة الجديدة ممثّلة في نموذج رقميّ (البودكاست) بوصفه تدويناً صوتيّاً يجمع بين الشّفاهيّة والكتابيّة، وقد امتزجتا عبر الأداة الحديثة في العالم الرقميّ؛ لتكشف تواصلاً نصّيّاً وتداخلاً نسقيّاً، من خلال شفاهيّة رقميّة بملامح جديدة، تختلط بالشّفاهيّة الثّانويّة وبالسّمات الكتابيّة؛ لتشكّل نسقاً جديداً عبر نمط ذاتيّ وآخر حواريّ.
كما ترصد الورقة تشكّل مصطلح (البودكاست) بين النّص والخطاب وتاريخه من تحوّل الأداة إلى تداخل النّسق، والنّظر إلى الشفاهية في تمظهرات جديدة من خلال هيمنة الصوت، وغياب التزامنيّة، وتجلّي الذاتية.
• وفي ورقتها رصدت الدكتورة هيفاء رشيد الجهني مسيرة «السرد الشعبي السعودي من الشفاهة إلى الكتابة»، باستهلال توصيفي للأدب الشعبي بوصفه أحد أنواع التراث الذي يستضيء به الفكر والثقافة الإنسانية، مقررة أن تراث الشعوب إنما هو تاريخهم وحضارتهم الممتدة التي يستقون من عبق أريجها الضارب في القدم جمال الحاضر وحضارة المستقبل.
وتضيف الجهني: إن علاقة الشعوب المعاصرة بتراثها الأدبي هي علاقة أصالة وعراقة وتاريخ وهوية ثقافية إنسانية؛ فهو مصطلح يطلق على كل نتاج فكري ثقافي يساهم في توثيق حقبة زمنية بملامحها وأحداثها، أو يرسم نمط حياة في تلك الحقبة، وقد تم تناقله شفاهة بادئ ذي بدء، وهو خير وسيلة تعبر بها الأمم عن ذاتها بكل حرية، وخير مرآة يتبدى من خلالها حال المجتمع وأحلامه وآماله، وواقعه وطموحاته، وتاريخه، ومن الأهمية بمكان التعامل معه بكل تجلياته باعتباره كياناً مستقلاً بذاته وعدم التعامل معه كوسيلة بل كغاية في حد ذاته. فالأدب الشعبي يعبر به الشعب عن أحاسيسه ومشاعره وحياته وفكره وهمومه وآلامه وآماله أفراداً وجماعات، فهو من الشعب إلى الشعب، يصور حياتهم بكل جوانبها في بساطة وصدق؛ لذلك نجده يتغلغل في الذاكرة الجمعية للشعوب، وبما أن أدب الشعوب بدأ شفاهة حين لم تكن الكتابة بعد؛ أصبح ذلك الأدب تراثاً شفهيّاً تتناقله الأجيال.
ومضت الجهني متناولة السرد الشعبي في الجزيرة العربية عموماً وفي المملكة العربية السعودية، من حيث التعريف خصوصاً، والأهمية وأثر المتخيل الثقافي، وأنواعه وأدواته ومميزاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.