يستمر النظامان الإخواني التركي والإيراني الطائفي في تكريس أدوارهما التخريبية ممثلة في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وفيلق القدس الإرهابي، من خلال تبادل الأدوار في السيطرة على مقدرات الأمتين العربية والإسلامية.. فالأتراك يحلمون بإعادة بناء الإمبراطورية العثمانية المزعومة على جثث الأبرياء وبحر الدماء.. في الوقت الذي انفضحت مخططات إيران الإرهابية الرامية لتوسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، بالتعاون مع جماعة الإخوان التي تريد هي الأخرى توسيع مكانتها الإقليمية والإسلامية الظلامية لإعادة الأمة للعصور الحجرية، وهذا حتما يؤكد البعد التآمري بين الأتراك وتنظيم الإخوان والنظام الإيراني، مع استمرار الخطوط التآمرية بين قم وإسطنبول. فلم تكن طهران تتخذ قراراً أو تتجه اتجاهاً ما دون التنسيق مع حكومة حزب العدالة الإرهابية. فقد اتخذت القيادات الدولية في التنظيم من إسطنبول مستقراً ومتّكأً، وهناك على شواطئ البسفور كانت تتم اللقاءات التخريبية. إيران كانت تعاند الجغرافيا السياسية والتاريخية، وتسعى باستماتة لتحقيق حلمها الطائفي في الهيمنة والسيطرة على الشرق الأوسط والعالم الإسلامي وتحقيق نفوذ الإمبراطورية الفارسية البائدة، وتتعامى عن حقائق التاريخ ومعطيات السياسة في الزمن الجديد. لم يكن مفاجئاً موضوع التسريبات التي كشفها موقع أمريكي (انترسبت) العام الماضي حول لقاءات بين قادة من الحرس الثوري الإيراني وقيادات من جماعة الإخوان في الخارج، عقدت في تركيا للاتفاق على العمل ضد المملكة، وكشف الموقع أن الإيرانيين عقدوا صفقة مع جماعة الإخوان برعاية تركية، واتفقوا على العمل ضد المملكة في اليمن، من أجل تحقيق مصالح مشتركة للأطراف الثلاثة. الفكر الإيراني، والأطماع التركية القديمة في المنطقة بلغت درجة خطيرة من التدخلات القميئة والخداع السياسي، اللذين ينتهجهما النظامان التركي والإيراني إزاء قضايا المنطقة. كما تؤكد أيضا صعوبة تعويل بعض الدول العربية على تعاون إستراتيجي وثيق مع تركيا لحل بعض الأزمات. ولعبت تركيا أيضا دورا فعالا في السماح لإيران بالهرب من مأزق العقوبات المفروضة عليها من قبل الغرب. وتظهر القضية أن التعاون بين أنقرةوطهران وصل إلى أعلى المستويات السياسية. إنه التآمر التركي الإيراني.. تاريخ من التخريب والتدمير.. قم «معقل الطائفية».. إسطنبول «مستقر الخيانات».