إن كانت مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها قد صدرت إلينا سيلاً من العابثين المراهقين، فإن «تويتر» تحديداً أزاح الستار عن ملامح خفية لكثير من مشاهير الدعوة والفن والرياضة وغيرهم، كان بعضها صادماً لمرتادي التطبيق الشهير، الذين ألفوا حضورهم خلف الشاشات وعلى منابر جماهيرية بمظاهر مؤنقة، تحاط عادة بهالة من التضخيم والتفخيم والحفاوة، حتى بدا أن من يغرد هنا ويعلق هناك ليس هو ذاك الذي عرفه الناس قبل أن يتورط في مواجهة سرب الطيور الزرقاء، لكن في المقابل من ذلك فإن أسماء أخرى قدمت نفسها على نحو أكثر مثالية وكشفت عن وعي ومسؤولية تجاه المجتمع تتخطى الشهرة التي نالها من مجاله، ومن أولئك نجم الكوميديا السعودية ناصر القصبي، الذي باتت تغريداته وردوده مؤثرة في لفت الأنظار إلى قضايا فكرية واجتماعية مختلفة، فلم يتوار عن تصدير رأيه بكل شجاعة مؤمنا بحرية الاختلاف ومنافحاً عن قناعاته الخاصة، وليس ببعيد عنه الممثل عبدالإله السناني الذي بدا جدياً في طرحه على «تويتر» ومناقشاً بارعاً في أمور السياسة والثقافة والفكر. فيما يعتبر الداعية عادل الكلباني من أكثر المثيرين للجدل على «تويتر»، ليس للرقم الكبير لعدد متابعيه أو في كونه إماما سابقاً للحرم المكي الشريف بل للأسلوب الذي يتخذه في الرد أو التعليق أو الرأي على الآخرين، ويجير كثيرون عدد المتابعين الضخم للداعية عادل الكلباني إلى الظرافة التي يستخدمها في ردوده على بعض التعليقات المستفزة على ما يُغرد به، فهو لا يتورع عن رد الإساءة بمثلها أو ربما بأحسن منها إذا تطلب الموقف، وذاك من منطلق المعاملة بالمثل أو كبح جماح المتطاولين، كما أن تعليقاته ورؤاه تجاه الكثير من القضايا الدينية والاجتماعية وحتى الرياضية يزيد من تداول تغريداته ولاسيما في رده على بعض الدعاة وانتقاده لهم، آخرهم كان الداعية عايض القرني الذي وجد نفسه في مرمى نقد صاحبه، حتى علق أحدهم أن الكلباني «قصاف جباه» حتى صاحبه لم يسلم منه. أما الفنان فايز المالكي فقد اتخذ خطاً خاصا به بعد أن جعل حساباته منصة للأمور الإنسانية ووساطات العمل الخيري، فيما لا يزال الممثل عبدالله السدحان يقدم نفسه نجماً «كوميديا» من خلال تعليقاته وتغريداته الفنية التي يقدمها بطريقة ساخرة وفكاهية. يعلق على ذلك المتخصص في الإدارة الإعلامية عبدالملك الفايز بالقول «هذا أمر طبيعي، فمواقع التواصل تفرض على المشاهير مواجهة جماهيرهم دون رتوش أو وسيط يهتم بتجميل الصورة، كما يحدث عادة عند ظهورهم على المُعد له مسبقاً، ولهذا يخشى كثيرون إدارة حساباتهم بأنفسهم ويتحاشى آخرون دخول هذه المواقع».