تشديد سمو الأمير فيصل بالردع لأي عمل سيء لضيوف الرحمن في هذا العام من مسيرات وغيره

قال أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل إن المملكة لن تسمح بأي عمل يسيء لضيوف الرحمن، مشيرا إلى أن سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا أكد على ذلك في أكثر من مناسبة. وقال الأمير خالد الفيصل: نحن نسمع في كل عام من يدعي تنظيم مسيرات في الحج، وهذا موضوع مكرر، وهذه البلاد ستعمل على راحة وسكينة وأمن الحجاج، وتقدم كل ما لديها لخدمتهم، ولن تسمح بأي شيء يعكر صفوهم أو يكدر خواطرهم. وأوضح سموه في مؤتمر صحفي عقب إطلاقه الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن أمس، أنه سيتم تغيير استراتيجية بناء الإنسان والاستفادة من الآراء والمقترحات ليكون البناء متوافقا مع تنمية المكان، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين لم يقصر في دعم كل المشاريع في هذه المنطقة، سواء من خلال اللجان التي تم تشكيلها وهي لجنة تصريف السيول، برئاسة سمو النائب الثاني وزير الداخلية، ولجنة تطوير ومعالجة الأحياء العشوائية، أو مشروع خادم الحرمين الشريفين لإعمار مكة المكرمة، وهيئة تطوير محافظة الطائف التي صدرت الموافقة على إنشائها، كاشفا عن عقد أول اجتماع لهيئة تطوير محافظة الطائف الأربعاء المقبل. إعمار مكة المكرمة وأشار أمير منطقة مكة المكرمة إلى أن مشروع إعمار مكة المكرمة لا يقتصر فقط على المباني، ومشاريع الطرق، وإنما يتعدى ذلك إلى كل الخدمات والشركات المقدمة لها. وقال إنه سيتم في هذا العام الاستعانة بخبراء في كل التخصصات ومن ذلك النقل وإدارة الحشود والطيران والشركات العاملة في خدمة الحجاج لمعرفة مواطن التقصير والخلل في تقديم الخدمات ليتم أخذه بعين الاعتبار في دراسة مشروع إعمار مكة الذي سينقل الخدمات إلى مستوى عالمي راق يليق بكرامة الحجاج، داعيا أبناء منطقة مكة المكرمة لتقديم ما لديهم من مقترحات في هذا المجال. وردا على سؤال ل"الوطن" حول تسرب بعض الحجاج من بعض نقاط التفتيش على مداخل مكة المكرمة، أوضح الأمير خالد الفيصل أن هنالك أنظمة تحكم هذا الموضوع سيتم تطبيقها بحزم، مؤكدا أنه في حال وجود تكدس في مساكن الحجاج فإن وزارة الحج ستعمل على معالجته. وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أن مشروع إعمار مكة المكرمة سيشمل تطوير النقل، وزيادة الطاقة الاستيعابية لمشعر منى، مبينا أنه في موسم حج هذا العام سيتم العمل على متابعة الحجاج غير النظاميين المتسللين من داخل مكة المكرمة. وحول مشاركة المرأة في مؤسسات الطوافة قال أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية إن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وجه بإعطاء المرأة كافة حقوقها الشرعية. عقوبات للمخالفين وكان الأمير خالد الفيصل قد ألقى كلمة خلال إطلاق الحملة التوعوية أكد فيها أن استراتيجية الحملة التوعوية الإعلامية لموسم حج هذا العام تحت عنوان "الحج عبادة وسلوك حضاري" تحث على الالتزام بتعليمات وتنظيمات الحج، وتحذر المخالفين من العقوبات، انطلاقا من اهتمام وحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على العناية التامة بحجاج بيت الله الحرام، وفي إطار الاستعدادات المبكرة لتوفير كافة متطلبات وخدمات الحج والحجاج. وأبرز أمير منطقة مكة المكرمة الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم بيسر وخشوع، وما تنفقه المملكة من موازنات كبيرة لهذا الغرض والاستعدادات التي تتخذها الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية ذات العلاقة. وأوضح الأمير خالد الفيصل أن الدولة تسعى للمزيد من الراحة والطمأنينة والتيسير على ضيوف الرحمن في أداء حجهم ونسكهم، وستعمل على مواجهة المخالفات ومنع السلبيات والتجاوزات، خصوصا الحد من ظاهرة افتراش الطرق والساحات التي يترتب عليها معاناة الحاج النظامي في أداء نسكه، وإعاقة الخطط التي تعدها الأجهزة الحكومية المعنية لتوفير الراحة للحجاج والحفاظ على سلامتهم وأمنهم وتأمين انتقالاتهم وإسكانهم على أكمل وجه. وقال الأمير خالد الفيصل إن حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري" تتطلب الأجواء الإيمانية بسكينة وانتظام ومراعاة للآخرين من الحجيج، مبينا أن الحملة تأتي تأصيلا لمفهوم الحج النظامي دون سواه بالحصول على التصريح الرسمي من الأحوال المدنية بالنسبة للمواطن، ومن الجوازات للمقيم بنفسه مباشرة أو عبر مؤسسات حجاج الداخل المعتمدة، محذرا من التعاقد مع مؤسسات الحج الوهمية ومن اللجوء إلى وسائط النقل غير النظامية تجنبا للوقوع تحت طائلة الجزاء للمخالف ومن يعاونه أو يتستر عليه. وشدد أمير منطقة مكة المكرمة على ضرورة تضافر جهود كافة القطاعات ذات العلاقة للعمل بروح الفريق الواحد لتقديم كافة الخدمات لضيوف الرحمن بالشكل المطلوب، كما يجب على تلك الجهات أن تثبت كفاءتها في إدارة موسم الحج بنظام دقيق وأن ترسم صورة مشرقة ومضيئة عن هذه البلاد الطاهرة في ذهن ضيوف الرحمن. ودعا كافة وسائل الإعلام القيام بواجبها للانطلاق بهذه الحملة إلى آفاق أهدافها التي رسمت لها. وتشمل الحملة جانبين توعوي وتحذيري، يتمثل الأول في حملات تركز على حفز الحاج والمعتمر حيال مسؤوليته وهو يستعد لأداء الفريضة وحفزه على المبادرة لتغيير سلوكياته، مؤكدة بذلك دوره كإنسان مسلم متحضر إزاء الحجاج وأداء الفريضة. أما الجانب التحذيري، فيركز على ضرورة الالتزام بتعليمات وأنظمة الحج وتأدية الشعيرة بتصريح. وكان وكيل الإمارة ورئيس اللجنة الإشرافية على الحملة الدكتور عبدالعزيز الخضيري قد ألقى كلمة، أكد فيها نجاح الحملة في الحد من العديد من الظواهر السلبية، ثم ألقى الرئيس التنفيذي لشركة موبايلي خالد الكاف كلمة، أشار فيها إلى استمرار الشركة في دعم الحملة من منطلق رسالتها الاجتماعية. ثم كرم الأمير خالد الفيصل الكاف لدعم الحملة. تقديم الخدمة المتميزة وعلى صعيد متصل، أكد الأمير خالد الفيصل أن التزايد المرصود يوميا في إحصائيات قدوم الحجاج والذين تجاوز عدد الواصلين منهم حتى الآن أكثر من نصف مليون حاج عبر منافذ الدخول الجوية والبرية والبحرية بالمملكة لأداء فريضة الحج، يتطلب مواصلة بذل أقصى الجهد والاستعداد المتواصل لمواكبة متطلبات تقديم الخدمة المميزة حيث تكون الخطط الموضوعة من قبل الجهات العاملة في الحج منسقة ومدعومة بكافة ما يحقق نجاحها من عاملين وآليات وإمكانات. جاء ذلك خلال ترؤسه أمس اجتماع لجنة الحج المركزية بحضور أعضاء اللجنة الذين يمثلون كافة القطاعات ذات العلاقة بشؤون الحج والحجاج، وذلك في قاعة الاجتماعات بديوان الإمارة بمكة المكرمة. وأوضح الأمير خالد الفيصل أن الخدمات المقدمة للحجاج تأتي انطلاقا من توجيهات القيادة الرشيدة لبذل أقصى الجهود والإمكانات لتقديم أفضل مستوى من الخدمات لضيوف الرحمن وتمكينهم من أداء شعائر الحج وزيارة مسجد نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بيسر وسهولة وطمأنينة. وأشاد أمير منطقة مكة المكرمة بالجهود المبذولة من قبل جميع الجهات المعنية بخدمة الحجاج خلال موسم حج العام الماضي، مؤكدا أن ذلك يجب أن يكون حافزا ودافعا لجميع الجهات العاملة في الحج بالحرص ليس فقط على تحقيق نفس مستويات أداء الموسم الماضي بل والعمل على الارتقاء لمستويات إنجاز وأداء أفضل. وباشرت اللجنة مناقشة المواضيع المدرجة على جدول أعمالها خلال الاجتماع والتي شملت مناقشة التقرير المقدم من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج عن مستوى جودة الخدمات في منشأة الجمرات خلال موسم حج عام 1431 وعن الإجراءات والترتيبات المقترحة لتطويرها، واستعراض ومناقشة خطط واستعدادات الجهات الحكومية لموسم حج هذا العام الرامية لتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام. كما شمل الاجتماع أيضا مناقشة خطط وزارة الحج، وزارة النقل، أمانة العاصمة المقدسة، الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، شرطة منطقة مكة المكرمة، المديرية العامة للجوازات. واستكملت اللجنة مناقشة المواضيع الأخرى المدرجة على جدول أعمالها المتعلقة بخدمات الحج، واتخذت بشأنها التوصيات اللازمة.