يضع كهانجيندرا ثابا ماجار يديه الصغيرتين أمام صدره بالطريقة النيبالية التقليدية مرحبا بزواره، وعلى شفتيه ابتسامة استسلام. صوته لا تكاد تسمعه. يشغل كهانجيندرا نفسه في مطبخ أمه الصغير، في أحد أركان غرفة مستأجرة تؤوي أسرته المكونة من أربعة أفراد. ببعض الصعوبة، يفتح كهانجيندرا الذي لا يجاوز طوله 65.5 سنتيمتر، خزانة منخفضة، ويخرج قدرا به بعض الفجل المقطع ويقول إنه سيطهوه للعشاء. تقول أمه دانمايا ثابا اجار"كهانجين يحب الطهو..فهو يطهو الأرز لنفسه على موقد منخفض أحيانا..ودائما ما يساعدني في تقطيع الخضراوات". سيعلن اسم كهانجيندرا كأصغر رجل في العالم يوم الرابع عشر من أكتوبر الجاري عندما يبلغ 18 عاما، ليقتنص اللقب من الكولومبي إدوارد نينو هيرنانديز حامل اللقب الرسمي حاليا والذي يبلغ طوله سبعين سنتيمترا. غير أن أمه تقول إنه سيظل دائما طفلها الذي يحتاج لرعاية دائمة والذي لم تتركه وحده مطلقا. تقول "عندما ولد كان بحجم راحة يدي..ولادته لم تكن صعبة..لكن تربيته حملت لي الكثير من الآلام". كان جسد كهانجيندرا ينمو سنتيمترات قليلة كل عام، حتى بلغ الحادية عشرة، حيث توقف عن النمو تماما، واستقر وزنه عند 5ر4 كيلو جرامات. كان كهانجيندرا يستطيع الوقوف منتصبا حتى أربع سنوات مضت، لكنه الآن يسير محنيا قليلا ، بسبب تقلص في الجانب الأيمن من جسده. تنظر إلى كهانجيندرا فتراه يشع بهاء بين أفراد أسرته، بملابسه التي تصلح لطفل في سن العامين وحذاء صنعته منظمة "جينيس"للأرقام القياسية العالمية، خصيصا له لا يزيد طوله عن عشرة سنتيمترات، وهو يبحث مع أفراد الأسرة ما سيحدث في عيد ميلاده المقبل. يفتح ذراعيه بقوة قائلا " سيقام لي عيد ميلاد كبير هذه المرة". كهانجيندرا الذي ولد في منطقة باجلونج غربي نيبال، يعيش في قرية بوخارى (200 كلم غرب العاصمة كاتمندو)منذ عام 2006. ألحقه أبواه بحضانة تابعة لمدرسة ساراسواتي الداخلية المحلية العام الماضي، حيث تعلم كتابة اسمه. يقول كهاجين وهو يقضم قطعة من فطيرة الشوكولاتة ويمسح فمه بمنديل:" لا أفعل شيئا في المدرسة سوى الجلوس". وتوضح أمه أنه يعاني صعوبة في الاختلاط بالطلاب الآخرين لذا يقضي كثيرا من الوقت في رعاية مدرسيه. يقول إن أسعد لحظات حياته كانت عندما التقى ب" خه بينج بينج" من الصين الذي كان يحمل لقب أصغر رجل في العالم في الماضي والهندية جيوتي اماجي أصغر فتاة في العالم، خلال حفل نظمه التلفزيون الأوروبي في إيطاليا أوائل العام الجاري. ويتندر مين باهادور ثابا رئيس مؤسسة كهانجيندرا ثابا ماجار التي تجمع تبرعات نقدية لكهانجيندرا وعائلته:" انطلق ثلاثتهم في الثرثرة بثلاث لغات مختلفة بمجرد أن التقوا". وقال " بدا الأمر وكأن بينهم الكثير ليتبادلوه ..ولم أتمكن من التوقف عن التحدث لكل واحد منهم..كانوا كأرواح تنتمي لأسرة واحدة". تدور حياة كهانجيندرا، هناك في غرفته في قريته بوخارى، حول الذهاب للمدرسة ومساعدة أمه في المطبخ وأداء وجباته المدرسية واللعب مع أسرته. يقول أخوه الأصغر ماهيش(14 عاما):" داي (كلمة نيبالية تعني أخي الأكبر) يقذفني بالأشياء عندما يشعر بالحنق الشديد ولا يتمكن من ممارسة ألعابه المفضلة..عدا ذلك ..نتعايش بشكل جيد حقا". بمجرد أن يألف زواره تجده يتحول لفتى اجتماعي مرح. تقول أمه: "كان خجولا للغاية في البداية وكان يكره التصوير..لكنه لا يهاب لقاء الناس الآن". بالنسبة لسنه يعد كهانجيندرا فتى هادئا، لكنه يحب الغناء والرقص على أنغام الموسيقى النيبالية ، واعتاد أداء صلواته كل صباح. وقع الاختيار على كهانجيندرا، مؤخرا ليكون سفير نوايا حسنة من قبل حكومته لعام 2011 الذي اعلن عاما للسياحة في نيبال، وتشاركه ملكة جمال نيبال هذا العام ساديكشيا شريسثا. ويقول "لكن جيوتي لا تزال صديقتي ولو باعدت المسافات بيننا)".
