التغيير سنة كونية، والتجديد أمر صحي وحتمي لصيرورة واستدامة الحياة، والدفع بالدماء الشابة أمر لا بد منه حتى يكمل الخلف مسيرة السلف، وأكبر باعث على بث روح اليأس والإحباط لدى القيادات من جيل الشباب هو تمسك بعض المسؤولين بمناصبهم وتشبثهم بالكراسي التي يجلسون عليها لفترات تطول لتتخطى العقد والعقدين من الزمان لا ينزعهم عنها إلا طرق التقاعد لباب مكاتبهم أو حتى يأذن الله بأخذ أمانته! عندما أنظر إلى حال مؤسساتنا الحكومية أجد بعضها يحرص على تجديد دماء قياداته بين حين وآخر حتى لا تصاب أجهزتهم بالركود والجمود بينما البعض الآخر تجد المسؤول فيها يُعين في منصبه ويصبح بعد ذلك -أي المسؤول-نسيًا منسيا، والضحية بالنهاية هم جمهور المستفيدين من الخدمة التي يقف هذا المسؤول على رأس هرم الجهة التي تتولى تقديمها لهم. أسئلة مشروعة كثيرة تطرح هنا؛ هل تعاني بلدنا من نقص في الكفاءات حتى تظل بعض المناصب حكرًا على أناس معينين وما هو المعيار الذي يجعل هذه الجهة تتمسك بكل ما أوتيت من قوة بهذا المسؤول؟! ولماذا لا تكون هناك آلية موحدة تسري في كافة مؤسسات وقطاعات الدولة تجعل من تدوير المناصب وتجديد الدماء أمرًا لا بد منه؟! كما أحب أن أشير إلى نقطة جوهرية وأظنها لا تقل أهمية عن مسألة تدوير المناصب وهي كون بعض الذين يتولون قيادة الإدارات الحكومية لا يقيمون في المدن التي تتواجد بها مقار عملهم تجدهم يسكنون في مدن مجاورة تطول أو تقصر في البعد عن مدن عملهم فيأتون إلى إداراتهم صباحًا ويغادرونها هي والمدينة ظهرًا! لا أعلم هل النظام يسمح بذلك ولكنه في كل الأحوال موجود ومساوئه وسلبياته مشاهدة وملموسة. خاصة تلك القطاعات التي تعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة. عهد ومسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدأ بتجديد الدماء ومنح جيل الشباب فرصة المشاركة في إدارة شؤون هذه البلاد لإيمانه بضرورة الاستعانة بهم حتى يكملوا مسيرة البناء والإصلاح لهذا الكيان. وأيضًا هي رسالة منه حفظه الله ورعاه إلى كافة مؤسسات الدولة بحتمية التغيير والتدوير فالمناصب لا تُحتكر ولا تُورّث.