بدأت وزارة الحج والعمرة في الإعلان عن القوائم النهائية لأسماء المرشحين لانتخابات مجالس إدارات شركات أرباب الطوائف (المطوفون ، الوكلاء ، الادلاء ، الزمازمة ) ، وبدأ المرشحون في التواصل مع الناخبين عبر رسائل تحمل بطاقاتهم الانتخابية متضمنة سير مختصرة لهم تتناول مؤهلاتهم العلمية وخبراتهم العملية ، إضافة لأهدافهم المستقبلية . وفي المقابل بدأ بعض الناخبون في قراءة تلك البطاقات ، ساعين للبحث عن المرشح الأكفاء ، واضعين شعار ( الاختيار الأفضل ) ، مبتعدين عن العلاقات العائلية والاجتماعية ، والتكتلات والوعود الزائفة ، ساعين لتغيير المفهوم التقليدي ( صوتك أمانة ) ، و ( خير من استجارت القوي الأمين ) ، و( للحفاظ على حقوقكم رشحت نفسي ) ، و( أنا واخوي على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب ) ، مدركين أن مجالس الادارات في الشركات ليست ملتقى عائلي ، أو ساحة وعظ وارشاد ، أو مسرح صراعات ، وهو ما يعني حرصهم على حسن الاختيار للمرحلة المستقبلية. واختيار المرشح من وجهة نظرهم لا يعتمد على قراءة لسيرته الذاتية ، أو مظهره الخارجي أو عمله الرسمي ، فكم من شخص وصل لمقعد مجلس الادارة بالانتخاب ، أو جاء بالتعيين في مؤسسات الطوافة ، ولم يثبت نجاحه ، وغادر موقعه قبل اكتمال الدورة الانتخابية ، فكيف يمكن القول بأنه مؤهل اليوم للوصول لمقعد مجلس إدارة شركة ، وقد ثبت فشله في السابق ؟ ومن هنا ينبغي للناخب أن يخضع المرشح لعدة معايير منها : النزاهة : و لا تنحصر في عدم وجد قضايا فساد على المرشح ، أو سعيه لشراء الأصوات ، بل تعني " الاستقامة والخلو من النقائص " ، وكما قال المناوي: ( النَّزَاهَة: اكتساب المال من غير مَهَانة، ولا ظُلْم، وإنفاقه في المصارف الحميدة) . الأمانة : وتعني بمفهومها الواسع، الأمانة المادية ، والأمانة في أداء الأعمال والالتزام بالقواعد ، والصدق في التعامل والبعد عن النفاق والخداع ، وأن يكون أمينا صادقا في تعاملاته مع الجميع ، لا سالبا للحقوق المشروعة وناكرا لها ، الكفاءة : وتعني القدرة على " الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة لتحقيق حجم أو مستوى معين من النواتج بأقل التكاليف " ، و" الكفاءة هي الاستغلال العقلاني والأمثل والاقتصادي لموارد المؤسسة والفعالية هي مدى تحقيق المؤسسة لأهدافها بأقل تكلفة وأقل وقت ممكن " القوة : ولا تعني القوة الجسدية لكنها تعني القدرة على تحمل المسؤولية ، بحيث يكون المرشح قادرا على تنفيذ الأعمال المسندة إليه . والمرشح الناجح هو من يركز على نقاط الالتقاء ويبتعد عن نقاط الاختلاف ، ويتأكد من أن أهدافه واقعية ويمكن تحقيقها ، ويستخدم الحقائق في حملته الانتخابية ، ويوضح غايته من الوصول لعضوية مجلس الإدارة ، وكلنا عارفين بعض ، وبلاش رسائل وعظ وإرشاد . وأملي أن يعي المطوفون أن نظام الشركات مختلف كليا عن نظام المؤسسات ، فلا ينخدعوا ويقلقوا معتقدين أن عدم اختيار ( س ) سيبعدهم عن المشاركة في العمل خلال مواسم الحج ، ولابد أن يتغير هذا المفهوم الخاطئ ، ويمن يدعي أنه قادر على منح ( ص ) مكتب أو مناقصة حال فوزه في الانتخابات ، فلا يعتد عليه لأنه لن يستطيع تنفيذ هذا . ولكي تصل سفينة شركات الطوافة آمنة إلى المرفأ ، فلابد من حسن اختيار الربان لدفع العجلة ، والحفاظ على الحقوق فعلاً لا قولاً ، والإحساس بمعاناة الآخرين ، وجعل شعار " لنعمل بجد وإخلاص لنصل بأمان " حتى يصل الجميع للمرفأ سالمين . وقبل الختام أقول إن تحدث بعض المطوفين عن نظام الشركات الصادر بالمرسوم الملكي ( رقم )م/ 3 وتاريخ 28 / 01 / 1437 ه ، وطالبوا بتطبيقه كاملا ، فعليهم أن يلتزموا بمواده وبنوده كافة ، فهو نظام يحفظ حقوق الجميع ويحميها . للتواصل [email protected]