أيام قلائل وتعلن وزارة الحج والعمرة القائمة النهائية لأسماء المرشحين لانتخابات مجالس إدارات شركات أرباب الطوائف (المطوفون ، الوكلاء ، الادلاء ، الزمازمة ) ، ومعها يبدأ المرشحون حملاتهم الدعائية بالاتصال بالناخبين ، لكسب أكبر عدد منالأصوات يمكنهم من الوصول إلى مقعد مجلس الإدارة وهو حق مشروع لهم ، وفي كل إتصال سنسمع أجمل الكلمات وأبلغالعبارات مقرونة بالحديث عن خطط وبرامج سيسعى المرشح لتنفيذها حال وصوله لمجلس الإدارة ، وما أن تضع الانتخاباتأوزراها وتعلن الأسماء ، ويصل من يصل ، ويغيب من يغيب ، حتى تغيب الكلمات وتنتهي الخطط . ويرى بعض المتخصصين في مجال الانتخابات ، أن هناك صفات ينبغي أن تتوفر لدى المرشح ، ومنها أن يكون قادراً على تمثيلناخبيه وفق أسس موضوعية ، وأن يعمل على تحقيق متطلباتهم ، والارتقاء بالخدمات المقدمة ، وينبغي الاطلاع على السيرةالذاتية للمرشح ، فهي تمثل نبذة عن الأعمال والمهام التي تولاها ، وتبرز مدى قدرته على العمل ، ويرى هؤلاء المتخصصون أنعضوية مجلس الادارة لا تحتاج إلى حامل شهادات علمية عليا بل لخبرة عملية جيدة ، وأن ينظر الناخب للوعود التي يطلقهاالمرشح ، وهل تتناسب مع صلاحياته في حل فوزه ، ومعرفة نزاهة المرشح ، فليس مظهره الخارجي أو عمله السابق مقياسلنزاهته . وفي انتخابات مجالس إدارات شركات الطوافة ، أرى من وجهة نظري أنه ينبغي أن ينظر للأعمال التي سبق للمرشح أن تولاهامن قبل بمجلس إدارة المؤسسة ، سواء كان رئيساً للمجلس ، أو نائباً ، أو عضواً بمجلس الإدارة سابقاً أو حالياً ، ومدى التزامهبالمهام الموكلة إليه ، وقدرته على التعامل معها ، وهل جاء لعضوية المجلس بالانتخاب أم بالتعيين ؟ وهل استمرار في كامل الدورة الانتخابية أم استقال ؟ وإن استمر فماذا قدم ، واين هي أعماله ، وكيف كان تعامله مع مساهمي المؤسسة ؟ وإن استقال فلماذا استقال ؟ إذ ليس من المعقول أن يأتي مرشح باحث عن منصب ، أو آخر تحول ظروفه العملية من الاستمرار . وينبغي متابعة أداء المرشح أثناء حملته الانتخابية ، من خلال حواراته ونقاشاته وطريقة عرضه لبرنامجه ، فإن لم يفلح فيهذه فكيف يمكنه أن يفلح في إدارة لجنة أو قطاع داخل منشأة . وينبغي عن الناخب أن يبتعد عن مجاملة الأقارب من المرشحين ، وأن يكون حاسماً في اختياره للمرشح ، وألا ينساق خلفالشعارات الرنانة ، المحملة بعبارات " القوي الأمين " ، و " صوتك أمانة " ، وغيرها من الشعارات التي حفظت منذ زمن ولم تقدمعملاً جيداً . وإن جاء من يضع شعار جديد يحمل عبارة " لنحافظ على الماضي ، ونبني للمستقبل " ، فهذا يذكرني بأغنية عمرو دياب " مابلاش نتكلم في الماضي " التي كتب كلماتها مجدى النجار ولحنها حجاج عبد الرحمن ، أو قد يأتي من يضع شعار يقول فيه " لنبحر سوياً في زورق واحد " ، وما أخشاه أن يترك المرشح الناخبين في عرض البحر بعد وصوله للمرفأ . لذلك ينبغي أن يكون التصويت للأصلح من بين المرشحين ، حتى تسير العجلة بشكل سليم وصحيح ، وأن يكون الناخب أكثروعياً وقدرة على حسن اختيار من يمثله ، واختيار الأفضل بعيداً عن القرابة والصداقة ، وأن تصل للشخص المناسب الذييستطيع دفع عجلة الإصلاح والتطوير ، وليس من كان أكاديميا ، مرتدياً ثوباً أنيقاً فضفاضاً ، فشركات الطوافة ليست بحاجةلبريستيج خاص خلال المرحلة القادمة ، بقدر ماهي بحاجة إلى من يعمل بجد واجتهاد ، ويسعى لتنويع مصادر الدخل ،والحفاظ على حقوق المساهمين فعلاً لا قولاً ، والإحساس بمعاناتهم خاصة في هذه المرحلة الصعبة ، وينبغي على أي مرشحرفع شعار " العمل بجد وإخلاص " حتى تصل السفيه للمرفأ ، ومن يكن هدفه منصب للاعتراض على قرارات مجلس الإدارة ،ليظهر بالمحافظ على الحقوق ، دون تقديم أي عمل جيد ، أو رؤية تطويرية فلا فائدة منه ، لأن أناقة المظهر لا تصنع عملا ، ولاتراعى مصالح ولا تعالج مشاكل . للتواصل [email protected]