تذمر عدد من أهالي محافظة الطائف مما قامت به أمانة الطائف في تسمية أحد شوارعها الحيوية باسم أحد المشركين . ويقع الشارع غرب حديقة الحكير والذي يتفرع من شارع السداد باتجاه الجنوب. ولعل التسمية أتت على ماعرف عن تلك الشخصية الجاهلية من فروسية وشعر ذلك هو الشاعر دريد بن الصمة شاعر جاهلي وفارس من قبيلة هَوازن قاتل المسلمين فقتل في وقعة حُنين. ويذكر في التاريخ أن دريد بن الصمة فارسٌ شجاع وشاعر فحل، وجعله محمد بن سلام أول شعراء الفرسان وقد كان أطول الفرسان الشعراء غزواً، وأبعدهم أثراً، وأكثرهم ظفراً، وأيمنهم نقيبةً عند العرب، وأدرك الإسلام فلم يسلم، وخرج مع قومه في يوم حنينٍ مظاهراً للمشركين، ولا فضل فيه للحرب، وإنما أخرجوه تيمناً به وليقتبسوا من رأيه، فمنعهم مالك بن عوف من قبول مشورته، وخالفه لئلا يكون له ذكر فقتل دريد حينئذ على شركه . وبعد هذه الترجمة البسيطة لهذه الشخصية هل يشفع لها أن تكون معلما واسما يتداوله الناس في أحاديثهم وكتاباتهم لتخليدها دون غيرها من الأسماء التي خلدت ذكرها في السيرة الإسلامية أو الشخصيات التي قدمت لوطنها الغالي والنفيس !؟ لاشك أن الناظر إلى تاريخ مدينة الطائف يعي تماما أن هناك آلاف الرجال الذين خلد التاريخ ذكرهم وطاف بالآفاق جليل أعمالهم ، وإذا كان لكل عصر رجاله فإن الطائف قدمت رجالاتها في كل العصور ممن يباهي بهم العرب والمسلمون واسماؤهم حاضرة في شوارع المدن الأخرى بل والبلاد العربية وإنه لأمر بديع أن تحمل الشوارع أسماء الخلفاء الراشدين والصحابة والسلف الصالح و الرجالات المهمة، كالملوك والأمرَاء، والعلماء والمشايخ و الأُدباء والمفكرين، ورِجال الأعمال، وأن تقوم الأمانات والبلديات بتغيير ما هو موجود، وتستحدث شوارع جديدة، وتُسميها مِن البداية بأسماء الرجال الذين تحتفل بِهم ذَاكرة التاريخ ذلك أمر يوجب الشكر ، أما ما ماقامت به أمانة الطائف من تخليد ذكر أسماء مشركين وضعهم التاريخ في سلة مهملاته ولا يأتي ذكرهم إلا مصحوبا باللعنة لمشركهم وطلب الهداية لضالهم ،هل وصل الحال بالأمانة إلى إطلاق اسم دريد بن الصمة على أحد شوارعها وهذا الجاهلي قد حارب المسلمين وقتل وهو على شركه؟ ام أن الأمر جهل غير مقصود ينتظر التصحيح؟