لقد قمت بزيارة إلى إحدى المدارس الحكومية وشاهدت مجموعة كبيرة من الطلاب البدينين رغم وجود حصص التربية البدنية في التعليم العام بمراحله ، إلا انها لم تف بالغرض المطلوب من وجودها في المدارس بخصوص السمنة الواضحة على أغلب الطلاب في جميع المدارس الحكومية والأهلية منها . يتفق معي الجميع بأن السمنة مرض العصر فهو المسبب للكثير من الامراض ومنها على سبيل المثال مرض السكري الذي انتشر بشكل غريب مع الاطفال في هذا الزمن الحالي نتيجة لعدم الحركة وعدم القيام بأي مجهود بدني خارج نطاق المدرسة ولتوفر ادوات الترفية المنتشرة لهؤلاء الطلاب من الالعاب الالكترونية والانترنت وعدم توفر الاماكن المناسبة لممارسة الرياضة لهؤلاء الصغار . فالرياضة المدرسية لابد وان يكون الهدف العام لوجودها في المدارس في الحد من السمنة لجميع الطلاب والعمل طوال العام على ذلك ويجب إعطاء حصة التربية البدنية أهمية قصوى لهذا الغرض والعمل على زيادة عدد الحصص خلال الاسبوع الدراسي في المدارس ، وعدم اغفال الجانب البدني لممارسة الطلاب للرياضة وما تعمله من تأثير على الممارس لها وما لها من دور رئيس في تحقيق الوزن وترويح نفسي له أثر كبير على العقل البشري . فلابد من معلم التربية البدنية الحرص على مشاركة جميع الطلاب في حصة التربية البدنية وحصر أصحاب الوزن الزائد وعمل برنامج خاص لهم مختلف عن النشاط الممارس لبقية الفصل طوال العام ومتابعته اولا بأول لكي تتحق الفائدة للطالب من هذه الحصة وإعطاءهم تمارينا خاصة لممارستها خارج المدرسة ومتابعة اوزانهم داخل المدرسة بتوفر جهازقياس الوزنداخل المدرسة . فالطالب البدين لن يستفد من المشاركة وهو لا يقوم بأي جهد اذا كان الدرس لعبة جماعية او فردية فقط مجرد ارتداء الزي الرياضي والوقوف والحديث مع زملائه حتى نهاية الحصة . والواجب على قسم التربية البدنية بوزارة التربية والتعليم إعادة النظر في حصص التربية البدنية وتغيير استراتيجية تدريسها فقد أدت واجبها تجاه الجيل السابق ويجب ان ينظر لها مع التغيرات الكبيرة في طبيعة المعيشة لدى الجيل المعاصر ، فكل مرحلة زمنية تختلف بالتأكيد عن ما يليها . كذلك يجب النظر في إدخال الرياضة لمدارس البنات في جميع المراحل تحت ضوابط شرعية " مشددة " مع توفر الادوات والامكانات اللازمة لتطبيقها لكي نحافظ على مجتمع خال من السمنة مع مرور الزمن ، فالبداية يجب أن تنطلق من المدرسة . وقفة : اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان