أكد خبراء وأطباء في الأمراض المعدية، أن فيروس كورونا ربما أصاب الملايين حول العالم من دون أن يدركوا، وذلك قبل البدء في إجراءات الإغلاق التي طبقتها الكثير من الدول بدءا من منتصف مارس الماضي. وقال الخبير في الأمراض المعدية أميش أدالجا، الباحث الأول في مركز "جونز هوبكنز" للأمن الصحي في الولاياتالمتحدة، إن "معظم الأشخاص المصابين بفيروس كورونا لديهم حالة غير معقدة من العدوى، وقد لا يمكن تمييزها عن البرد أو الإنفلونزا". ولسوء الحظ، فإنه "لا توجد طريقة مؤكدة بنسبة 100 بالمئة للتعرف على ما إذا كان المرض الذي تعاملت معه في الشتاء الماضي هو "كوفيد 19" أم نزلة برد عادية"، وفق الأطباء لكن مع ذلك، يمكن استعراض 7 علامات تشير إلى احتمال إصابة كثير من الناس بمرض "كوفيد 19" من دون أن يدركوا ذلك. حلل علماء مسحات للحلق مأخوذة في الشتاء الماضي لأشخاص يشتبه في إصابتهم بالإنفلونزا في الصينوالولاياتالمتحدة، فاكتشفوا أنه مقابل كل حالتين من حالات الإنفلونزا، وجدت حالة واحدة مصابة بفيروس كورونا. وبينما قد يكون من الصعب التمييز بين نزلات البرد والإصابة الخفيفة ب"كوفيد 19" بسبب تشابه الأعراض، فإن نزلات البرد لا تسبب عادة ضيقا في التنفس أو صداعا حادا. يعد فقد حاستي الشم والتذوق سمة مميزة للإصابة بفيروس كورونا، ولا يحدث هذا العرض للجميع لكن أدالجا أشار إلى أنه مرتبط بقوة الآن ب"كوفيد 19".. وتجدر الإشارة إلى أنه من الممكن أيضا أن فقد هاتين الحاستين مؤقتا في حالة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، مثل البرد أو الإنفلونزا أو التهاب الجيوب الأنفية أو حتى مع الحساسية الموسمية. كثيرون ممن تعافوا من فيروس كورونا أبلغوا عن مشاكل تتعلق بتساقط الشعر، وقال أدالجا إن سبب ذلك يمكن أن يكون مجموعة من العوامل، بما فيها الإجهاد الشديد وفقدان الوزن وأمراض أخرى مثل "كوفيد 19". وجدت الأبحاث المنشورة في مجلة "غاما" العلمية أن الأشخاص المصابين بكورونا يمكن أن يشعروا بضيق في التنفس، ومن المحتمل أن يكون ذلك بسبب التهاب في الرئتين. السعال المستمر هو أحد أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وغالبا ما يكون السعال جافا في هذه الحالة، مما يعني عدم ظهور أي بلغم أو مخاط، كما يقول الدكتور أدالجا. ووجدت البيانات أن 43 بالمئة من الأشخاص الذين أصيبوا ب"كوفيد 19" يعانون من السعال من 14 إلى 21 يوما بعد الحصول على اختبار إيجابي للفيروس. وجدت الدراسة التي نشرتها مجلة غاما أن 53 بالمئة من المرضى بفيروس كورونا قالوا إنهم يعانون من التعب والإرهاق بعد حوالي 60 يوما من ظهور علامات الفيروس لأول مرة. وأرجع الدكتور أدالجا الأمر إلى الطريقة التي يتفاعل بها الجهاز المناعي للشخص مع الفيروس، أو يمكن أن تكون ببساطة طريقة عمل الفيروس في الجسم. لا يزال فيروس كورونا جديدا بالنسبة للأطباء، لذا فإن بعض أعراضه وتبعاته لا تزال خفية، مثل معاناة بعض المصابين بالفيروس من مشاكل في القلب بعد الإصابة.
