قبل أن يكون داوود الشريان إعلامياً بارزاً هو مواطن من الدرجة الأولى يحس بمعاناة مواطنيه ولا يصطنعها، كلام الإعلامي الذي يخرج من القلب يصل إلى قلب المشاهد مباشرة، صراخ داوود مع المسؤولين الحكوميين ضيوفه في «الثامنة» ومطالباته المتكررة بحقوق المواطنين ينبع من غيرته الوطنية وألمه أحياناً على ضياع حقوق أو تناسي واجبات لأناس يستحقونها. في المقابل، تأتي ردود بعض المسؤولين الحكوميين باردة رتيبة مليئة بالديباجات والبيروقراطية، بينما داوود يحترق، لهذا أتى برنامج «الثامنة» أنفع وسيلة اتصال بين المسؤول والمواطن، وخلا من الرسميات والمجاملات التي تعودنا أنها تطغى على هذه النوعية من البرامج. تعنت بعض المسؤولين الحكوميين في البرنامج وإصرارهم على تجاهل التقصير الواضح في وزاراتهم هو مؤشر بيروقراطي رديء نتمنى أن تعمل وزاراتهم على تلافيه وعلى إحياء القدرة لدى موظفيهم على الاعتراف بمواطن القصور دون مكابرة، ما أحزنني حقيقة هو إصرار مندوب وزارة الصحة على اهتمام وزارته بالمعاقين في المملكة، والجميع يعلم حجم المآسي التي تُرتكب بحق هذه الفئة من أغلب الوزارات، هناك قضايا لا تقبل المزايدة، والاعتراف بها يأتي من باب الفضيلة. ولكل المشككين بقدرات كليات الإعلام في السعودية أقول إن داوود أحد أوائل خريجي قسم الإعلام في جامعة الملك سعود مع زملائه، مجنون الصحافة السعودية الكبير الآخر محمد التونسي رئيس تحرير صحيفتي الاقتصادية وعكاظ السابق، وزميلنا في هذه الصحيفة الكاتب القدير سليمان الهتلان، وآخرون من الإعلاميين المتميزين.